|
إضاءات والتباطؤ في اتخاذه أو اتخاذه دون تنفيذه سيكرس حتماً حالة خاطئة قد تتحول مع الزمن إلى أمر واقع وربما تتحول إلى حقيقة مسلم بها، من هنا تأتي أهمية رفض ومواجهة أي حالة غير شرعية وقانونية ولا سيما تلك التي تتعلق بمبدأ السيادة والأرض على وجه التحديد، وبالنظر لما جرى ويجري على الجغرافية السورية من اعتداءات وتدخلات وانتهاكات لها من قوى خارجية أو بالتعاون معها من بعض قوى الداخل لا تعدو كونها عدواناً وغزواً واحتلالاً موصوفاً فلا شك أن مسألة استعادة تلك الأراضي تشكل أولوية تتقدم على كل ما عداها في ظل حديث معلن عن محاولات تكريس أمر واقع في هذه المناطق الأمر الذي يشكل انتهاكاً لوحدة أراضي الجمهورية العربية السورية وسيادتها الأمر الذي يخالف كل ما صدر من قرارات دولية تعلقت بالأزمة في سورية. لقد سعت وعملت قوى عديدة على استغلال الظروف التي مرت بها سورية حيث دفعت وتدافعت المجموعات والتنظيمات الإرهابية من كل مكان على أراضيها لتمعن في قتل أبنائها وتدمير أراضيها، تلك القوى ذاتها تريد أن تجعل من قصة الحرب على الإرهاب غطاء للتدخل والسعي للسيطرة على بعض المناطق ومحاولة تكريس أمر واقع فيها يشكل مدخلاً لتقسيم سورية وتشظيتها ولعله كان وما زال أحد أهم أهداف ما تعرضت له سورية خلال السنوات السبع الماضية من حرب غير مسبوقة عليها الأمر الذي يدركه السوريون جيداً ولا شك أن الحكومة السورية أعلنت غير مرة رفضها لتواجد أي قوى أجنبية على أراضيها ووصفها بأنها قوات احتلال عدا ما كان منها بطلب وموافقة منها، وهذا أمر يقره القانون الدولي حال تعرض أي دولة لخطر خارجي أو وجودي يتهدد سيادتها وسلامتها الإقليمية. إن تواجد قوى أجنبية على الأراضي السورية هو عدوان موصوف يجعل منها قوات احتلال يعطي الحق للدولة السورية بإخراجها أو طردها بكل الوسائل السياسية والعسكرية وإذا كان ثمة من يتعاون معها من قوى بالداخل فهذا لا يمنحها الشرعية أو يمنح من استعان بها حصانة تحول دون استهدافه واستهدافها من قواتنا المسلحة وجيشنا العربي السوري الذي صمم على استعادة كل ذرة من تراب الوطن مهما عظم الثمن وكبرت التضحيات. لقد استطاعت القوات المسلحة العربية السورية وبالتعاون مع حلفاء سورية طرد وهزيمة الإرهابيين من معظم الأراضي التي سيطروا عليها على الرغم من حجم ما قدم لهم من دعم عسكري وغيره وتدافعهم بعشرات الآلاف من معظم دول العالم وجيشنا اليوم هو أكثر قوة وخبرة وثقة وإصراراً على طرد كل معتدٍ يتواجد على الأرض السورية أو ساعٍ وحالمٍ بتقسيمها خدمة لأجندات خارجية أو أطماع مختبئة وخرائط ضيقة تهدد وحدة البلاد وسلامتها ما يوجب على من عاش أو يعيش أوهاماً كهذه إدراك حجم المخاطر التي قد يتسبب بها والتي لن تكون في صالح أحد إلا أعداء الشعب السوري، ولن يكون نصيبها ومصيرها إلا السقوط الحتمي والمدوي أمام إصرار السوريين جميعاً على مختلف مشاربهم السياسية بالحفاظ على وحدة أرضهم وسلامتها الإقليمية، فالوطنية السورية والهوية الجامعة ليست موضع اختبار أو نقاش ومساومة فالشعب السوري شعب واحد مهما تعددت الانتماءات والمشارب وهذه حقيقة راسخة متجذرة في وعيهم وضميرهم الجمعي. |
|