تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ميلاد مجيد... وطن مجيد

حديث الناس
الأثنين 25-12-2017
اسماعيل جرادات

يحتفل العالم اليوم بعيد الميلاد المجيد.. ميلاد رسول المحبة والسلام، ونحن في سورية نعيشه عيداً وطنياً.. نعيش معانيه -مسلمون ومسيحيون على حد سواء-،

من هنا فإن الإخاء الإسلامي المسيحي في سورية حقيقة تاريخية وضرورة اجتماعية نعيشها في مختلف الحقب، وخلال ما تواجهه بلدنا من تحديات، والشواهد حية على ذلك وكثيرة تحفل بها كتب التاريخ وهي تطبيق لما جاء في القرآن الكريم والإنجيل المقدس من نصوص تدعو إلى المحبة والإخاء، وإلى العمل معاً لخير الإنسانية وسعادتها.‏

ميلاد مجيد نقولها بكل حب و ودّ.. مغمسة برائحة كنائس سورية التي خبرناها جميعاً بمختلف شرائحنا وأطيافنا، خبرناها في الأعياد والتراتيل، مع الدين والتسامح... فيسوع المسيح كان وسيبقى رسول المحبة والخير لكل البشر، فهو الذي يقول (أعطني من يحب فيفهمني) أي يفهم معنى السر الإلهي الذي (لا يُعقل) لأنه يفوق العقل. فالحب يذهب أبعد من حدود المنطق. إيماننا بسر التجسد هو إيمان بأن الله على كل شيء قدير. لا أن يكون كبيراً وعظيماً بحسب المعيار البشري، بل أن يكون أكبر وأعظم طبقاً لمعيار الله الذي هو الحب. كبر الله وعظمته يظهر في صغر طفل بيت لحم وتواضعه. ولا أكبر ممن يستطيع أن ينحني، لا لأنه مُرغم، بل لأنه حقاً كبير ولا يحتاج لأن يبرهنه لأحد. ولا أعظم ممن يستطيع أن يتحرر من العظمة في التواضع. مبارك الآتي باسم الرب، الآتي إلى قلوبنا، الآتي إلى حياتنا، الآتي لكي تضحي أرضنا سماء.‏

فعيد الميلاد كما هو الحال بالنسبة للاحتفالات الدينية الأخرى مناسبة لتقوية أواصر الأخوة بين الناس ولعل اللحمة الوطنية التي يعيشها بلدنا تعد نموذجاً للمحبة والإخاء ولعل الزيارات بين أبناء الوطن في عيد الميلاد وغيره من الأعياد ماهي إلا دليل التآخي بين أطياف الشعب الواحد.‏

والميلاد أيضاً يعني أن الله معنا ويعني المحبة وهذا ما دعا إليه رسول المحبة والسلام السيد المسيح ونحن في سورية الحبيبة نعيش اللحمة الوطنية منقطعة النظير، فلا فرق بين مسيحي ومسلم، الاثنان يكملان بعضهما البعض، وبالتأكيد فإن من المعاني السامية لميلاد المسيح أن يعم السلام أرجاء العالم، وأن يكون الإخاء والمحبة عنواناً نعيشه بكل معانيه، ومحبة الله تحثنا أن نضحي في سبيل العزة والكرامة.. أن نضحي من أجل أن يبقى بلدنا قوياً عزيزاً آمناً لا تهزه الرياح العاتية التي وفدت إلينا من كل أصقاع الدنيا لتخرب ما بنيناه بعرقنا وجهدنا جميعاً عبر سنوات طوال، ونحن هنا نقول:‏

عيد الميلاد المجيد فرصة للدعاء إلى الله أن يعم الخير أرجاء الوطن الذي يجتمع بين أطيافه أبناء الوطن تحت راية التسامح والمحبة والإخاء، ولتبارك الصلوات التي تقام بالدعاء إلى الله أن يحفظ السيد الرئيس بشار الأسد قائداً لكل السوريين مسحيين ومسلمين، ولكل الشرفاء أينما كانوا.. وميلاد مجيد.... ووطن مجيد.‏

asmaeel001@yahoo.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية