تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الكتاب الجامعي مكدّس في المستودعات وسوق الملخصات يزدهر...مديرية المطبوعات : أصدرنا « 616» عنواناً وخسائرنا في أربع سنوات « 108 » ملايين ليرة

جامعات
الثلاثاء 5-2-2013
عدنان كدم

احتفظ الكتاب الجامعي لفترة طويلة بقدسيته فغدا مرجعاً علمياً ووسيلة حصرية للدراسة والتحصيل العلمي لا يجاريه شيء بتاتاً ناهيك عن المكتبات العامة التي غصت بالرواد والمطلعين ..؟!

إلا أن مشترياته انحسرت في الآونة الأخيرة لوجود ظروف ذاتية وموضوعية أثرت على اقتنائه وقراءته..؟!‏

كما إن إحصائيات مديرية الكتب والمطبوعات الجامعية لاتبشر بخير فالكتب مكدسة بالمستودعات وخسائرها بالملايين و مبيعاتها تقل يوماً بعد يوم .؟! .‏

خسائر بالملايين‏

تعتبر مديرية المطبوعات والكتب الجامعية في دمشق إحدى المؤسسات الاقتصادية التابعة للجامعة التي تعنى بطباعة الكتب الجامعية وشهدت في السنوات الفائتة زيادة في نسبة المبيعات إلا أن مبيعاتها بدأت تقل وزادت خسائرها بشكل كبير لعدم إقبال الطلاب على شراء الكتب الجامعية، الأمر الذي انعكس سلباً على أرباحها التي تقلصت عاماً بعد عام فقد بلغ إجمالي المبيعات عام 2007 / 191 / مليون ليرة ليتضاءل إجمالي مبيعات المديرية لعام 2011إلى / 83 / مليون ليرة وهو انخفاض كبير ففي أربعة أعوام مضت خسرت ما يقارب/ 108/ ملايين ليرة ما تعتبر خسارة كبيرة لا يمكن الخروج منها إلا في حال عادت مبيعات الكتب من جديد ..؟! .‏

فقد أوضح مدير المطبوعات والكتب الجامعية في جامعة دمشق المهندس جميل الشيخ أن إجمالي عمل المديرية بين كتب جديدة و معاد طباعتها و عناوين تم إنجازها خلال فترة العام الفائت بحدود / 616 / عنواناً تشمل الكتب الحديثة لأول مرة والكتب والعناوين التي أعيدت طباعتها باعتبار يوجد كتب أعيدت طباعتها خلال عام واحد أكثر من مرة لوجود جهات قطاع خاص تطلب طباعة الكتب غير مرتبطة بجامعة دمشق كالمعهد العالي للعلوم الشرعية يطلب عناوين كتب من جامعة دمشق .‏

وأشار الشيخ أنه بلغ عدد المخطوطات الجديدة في عام 2012 / 92 / عنواناً جديداً شملت الكليات المختلفة إضافة الى أن المديرية لا تقوم بطباعة الكتب فقط لجامعة دمشق و إنما لكل من يطلب الكتب من الفروع الأخرى كالقنيطرة و السويداء ودرعا فعلى الرغم من قلة مبيعات الكتب إلا أن بعض الفروع التابعة للجامعة تطلب أعداداً معينة، هذا ماقلل نسب الخسارة لدى المديرية ..؟! حيث يزداد نسبياً طلب الفروع بزيادة عدد الطلاب وبالتالي تطلب الفروع توريدها بالكتب ناهيك عن بعض الجامعات الحكومية والخاصة .‏

انحسار المبيعات‏

تعاني الكتب في المديرية من ضعف التصريف و التكديس في المستودعات على الرغم من الزيادة العددية الكبيرة للطلاب الجامعيين كل عام عن العام الذي يليه إلا أن الكتب تشهد تراجعاً كبيراً في عدد المبيعات مما أثر على الوضع الاقتصادي للمديرية فبعد أن كانت جهة رابحة تزداد مبيعاتها السنوية و أرباحها باتت جهة خاسرة لا تغطي تكاليف ونفقات المديرية هذه المبيعات إذا ما قورنت بحجم المبيعات مع عدد الطلاب الموجودين في الجامعة نستنتج أنه يوجد القلة من الطلبة الجامعيين ممن يشتروا الكتاب الجامعي هذا الأمر نضعه برسم المعنيين لوجود منافسة للكتاب الجامعي لدى الأكشاك و المكتبات الخاصة و الاستعاضة عن الكتاب الجامعي بالملخصات التي تشهد حركة مبيعات لم يسبق لها مثيل ..؟! .‏

فلدى تتبع مبيعات المديرية في الأعوام الفائتة ومقارنتها في العام قبل الفائت لوجدنا تراجعاً كبيراً وملحوظاً في أعداد ونسب المبيعات و إن دل هذا الأمر على شيء إنما يدل على الخسائر المتلاحقة التي تصيب عمل المديرية ففي عام 2006 وصل عدد المبيعات إلى / 118/ مليون ليرة في حين تراجعت المبيعات في عام 2011لتصل إلى / 83/ ليرة أي قلت المبيعات بنسبة/ 35 % / وهذا الأمر يستدعي من الجهات المعنية دق ناقوس الخطر ومعالجة الظاهرة وإيجاد حلول جذرية لها ومكافحة والحد من مسبباتها قدر الامكان .‏

فقد أشار المهندس الشيخ الى أن تراجع المبيعات يعود إلى إحجام الطلبة على شراء الكتب و سعيهم لشراء الملخصات والنوطات من المكتبات الخاصة فلم يعد يوجد علاقة ارتباطية بين الكتاب الجامعي والطالب كونه أصبح الشغل الشاغل لدى الطلاب النجاح في المقرر بغض النظر عن اكتسابه الأرضية المناسبة و الضرورية أم لم يكتسب ..؟! فهذا الأمر لا يعنيه و لن يصبح محور اهتمامه بل على العكس فهو يصب جل اهتماماته والتركيز على شراء أسئلة الدورات السابقة أو من خلال تدوين الطلبة لمحاضرة الأستاذ دون التقيد بالكتاب ..؟!‏

وما يزيد الطين بلة عدم اهتمام الأساتذة بهذه الظاهرة ونهي الطلاب عنها بل على العكس بعض الأساتذة يقرون الدراسة من المحاضرات و يملون المعلومات على الطلاب ويشيدون بهذا الأمر على الرغم من خطورة هذه الظاهرة على الواقع التدريسي فالمعلومات التي قد تدون خلال القاء المحاضرة يمكن أن تحتوي على مغالطات عديدة و معلومات خاطئة ومجال الضرر كبير جداً كون نقل المعلومة لا يتم لطالب واحد فقط بل لمعظم الطلاب الذين ينسخون المحاضرة ويتداولونها فيما بينهم بعيداً عن تدقيقها من قبل المحاضر‏

ويعتبر المهندس الشيخ أن الطالب يفقد المخزون الثقافي الذي يكتسبه من دراسة الكتاب وانكبابه على شراء النوطات التي تفتقر للمعلومات الغزيرة والقيمة على عكس الكتاب الذي يمتلك الكم الهائل من المعلومات الغزيرة التي تهيء له الأرضية المناسبة وتشكل له المستقبل العلمي الواعد للدراسة والتحصيل العلمي الذي يدرسه الطالب .. مقترحاً جعل الكتاب ملزماً للطلاب باعتبارهم لم يعد يميزوا الأشياء النافعة من الأمور الضارة على مستقبلهم العلمي والمهني واقتراح إقرار الأسئلة الامتحانية من الكتب حصراً نظراً لقيمتها العلمية و احتفاظ الطالب بها في مكتبته الخاصة بعد نجاحه كي تكون مصدراً ومرجعاً كبيراً لمعلوماته .‏

وتساءل لماذا لا تقرر كليات التعليم العام الكتب وتلزم بشرائها أسوة بالتعليم المفتوح التي تأخذ الأخيرة أسعار الكتب سلفاً من الطلاب ..؟!.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية