|
حديث الناس بخصوص شرح الأسباب وراء فقدان مواد البنزين والمازوت والغاز في منافذ التوزيع وطوابير المنتظرين أمام محطات توزيع الوقود في كل من العاصمة دمشق وريف دمشق. بداية ألفت الانتباه أن الجميع مدرك لوجود أزمة حقيقية في موضوع وفرة المادة، والجميع تحدث عن وفرة في المادة تزيد عن حاجة الاستهلاك للمحافظتين معا واعترف بوجود خلل في آليات التوزيع، بسط مظلته على نطاق واسع مما ساهم بتفاقم الأزمة، لكن اللافت حقيقة أن أحدا من المسؤولين لم يتحدث صراحة عن توفر المادة على الطرقات العامة وفي الحارات والمناطق بسعر يزيد عدة أضعاف عن السعر الرسمي، وعلى مرأى من الجميع، دون أن تتم محاسبة أحد أو مجرد التحرك لمواجهة الأمر وكأن من يقوم بهذا الأمر يرتدي طاقية تمنع المسؤولين عن رؤيته وتمنعهم حتى من توجيه اللوم إليه في وقت يصب الجميع جام غضبهم على المواطن يحملونه مسؤولية الزحام والطوابير وسوء الحال. اللقاء المذكور وجه الأنظار نحو مسألة على غاية من الأهمية تتحدث عن صعوبة نقل المادة بواسطة خطوط النقل والسكك الحديدية نتيجة استهدافهما بالأعمال التخريبية والإجرامية، وطلب العون من الجهات العامة التي يتوفر لديها صهاريج للتعاقد مع شركة محروقات للمساهمة بتوصيل المادة لمنافذ التوزيع قدر الإمكان، خاصة بعد أن أصبح النقل بواسطة الصهاريج يمثل حاليا الوسيلة المتاحة أمام الشركة، لكن ما لم يقله اللقاء المذكور هو حجم العبء الذي تتحمله محروقات لدفع أجور النقل بالصهاريج بعد أن أمسك أصحاب الأخيرة معصم الشركة من مكان الألم كما يقول حيث يطالبون باستمرار برفع أجور النقل التي تضاعفت عشرات المرات منذ بدء الأزمة وحتى تاريخه لدرجة أن ما تم إنفاقه لصالح أصحاب الصهاريج من القطاع الخاص يفوق 300 مليون ليرة العام الماضي لفرع دمشق فقط وهذا الرقم يشتري عشرات الصهاريج ويفتح جبهة عمل واسعة أمام طوابير من السائقين ينتظرون التعاقد وفرص العمل، لكن ذلك لم يحدث لسبب اجتماعي! حسب مصادر محروقات التي وصفت خطوة امتلاكها لأسطول بري لنقل المواد البترولية مسألة لا تحقق الجدوى الاقتصادية للشركة، مع أملها بزوال المسببات وعودة الأمان لسورية ويصبح بالإمكان التواصل مع حوالي 700 صهريج لنقل المادة لا تزال خارج الخدمة بسبب الظروف الراهنة. المهم هنا أن مبادرات لاحت في الأفق من هذا القبيل، لم تكن صاحبتها شركة محروقات هذه المرة بل إحدى المؤسسات الاقتصادية العامة، التي سارعت على لسان مديرها العام لتقديم عروض مغرية بهذا الخصوص تستحق النظر والاهتمام، وتفتح المجال واسعا للتفكير بالبدائل المنطقية التي تساعد على توفير المادة للمواطنين وتضمن حقوق الشركة وتحفظ أموالها من الهدر والتبذير. |
|