تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


المواد الغذائية أبرز تشكيلة مبادلاتنا التجارية مع العالم.. 54 مليار ليرة إيرادات الجمارك في العام 2012

اقتصاد
الثلاثاء 5-2-2013
مازن جلال خير بك

أنواع مختلفة من السلع والبضائع ترد إلى سورية وبحسب الجداول الأولية المتضمنة بيانات الاستيراد والتصدير للتجارة الخارجية السورية فان تراجعا نسبيا سجلته هذه التجارة ولا سيما في قطاع التصدير،‏

بالنظر الى ان الاتفاقيات الاقتصادية‏

التي ابرمتها سورية ولا سيما مع الجمهورية الاسلامية الايرانية وبالرغم من دخولها حيز التنفيذ، الا انها لم تؤتي اكلها بالشكل الامثل بعد، اما قطاع الاستيراد، فقد اظهرت الجداول تغيرا نوعيا في بنية المستوردات السوري تبعا لظروف الحصار الاقتصادي الجائر المفروض على شعب سورية،‏‏

‏‏

حيث تغلب على المستوردات المواد الغذائية والادوية وسواها من المتطلبات اليومية لحياة المواطن السوري، مع الاخذ بعين الاعتبار ان الارقام الدقيقة لبيانات التجارة الخارجية عن عام 2012 لم توضع بالكامل بعد لوجود الكثير من التصفيات والبوالص التي لم تصنف بعد.‏‏

تراجع معلل‏‏

قالت مصادر مديرية الجمارك العامة ان ايرادات الجمارك لم تتراجع بارقام تذكر تبعا لان التراجع كان بالوزن ولم يكن بالقيمة، بالاضافة الى ان نوعية المواد المستوردة تغيرت بالكامل لمصلحة الغذائيات من سكر ورز وسمون وزبدة وقشدة واقماح وسواها بالاضافة الى العدد الصناعية والادوية والتجهيزات الطبية ومستلزمات المشافي التي ازداد استهلاكها واهتلاكها خلال السنتين الاخيرتين بسبب اجرام وارهاب المجموعات الارهابية المسلحة، ولا سيما ان ما يزيد على 1200 مادة اولية مستوردة اعفيت من الرسوم الجمركية بالمطلق ليصبح رسمها الجمركي 0% منذ بداية العام الحالي، وهو ما سبب بعض التراجع في الايرادات الجمركية عن العام 2012 اضافة الى تخفيض رسم الحديد المستورد الى سورية من 3% الى 1%، كذلك انخفاض نسبة الرسوم الجمركية من مستوردات السيارات لتقتصر رسومها على 2% فقط من النسبة الاصلية، مبينة ان مقارنة للايرادات في السنتين السابقتين توضح ان ايردات مديرية الجمارك العامة في عام 2010 من السيارات فقط بلغت 10.2 مليارات ليرة سورية، في حين انخفضت في العام الحالي 2012 بنسبة 98% لتسجل ايرادات بقيمة 81 مليون ليرة سورية فقط، اما الايرادات العامة للجمارك في العام الجاري منذ 1/1 ولغاية 1/9/2012 فقد بلغت 44.8 مليار ليرة سورية في ثمانية اشهر، لتصل مع نهاية العام بشكل مبدئي الى ما يقارب 54 مليار ليرة.‏‏

اقتصادنا بخير‏‏

مصادر مديرية الجمارك العامة ابدت تفاؤلها بواقع اقتصاد سورية الذي لا يزال بخير وايرادات سورية لا تزال جيدة مقارنة بما كان متوقع من تراجع عام فيها تبعا للظروف الاستثنائية التي تعيشها سورية، مع الجدية في تأمين الايرادات للدولة عبر مزيد من التسهيلات والمرونة بالتكامل مع وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية صاحبة الولاية الاولى في هذا الشأن بقراراتها واستراتيجيتها ضمن الاستراتيجية العامة للحكومة السورية.‏‏

الغذائيات المتنوعة‏‏

وبحسب مصادر الجمارك فان الغذائيات تشكل في الفترة الحالية العمود الفقري للمستوردات السورية بنسبة كبرى منها ولا سيما الخضار الطازجة التي تستوردها سورية من الاردن في فصل الشتاء بالاضافة الى الشاي الاسود والمصنوعات السكرية، مشيرة الى تراجع حقيقي في قيم ونوعية السيارات السياحية المستوردة الى سورية خلال 20 شهرا من الازمة، ما يعني بلغة الاقتصاد تراجع قيمة مداخيل شريحة كبيرة من السوريين نتيجة الانخفاض الجزئي في القدرة الشرائية لليرة السورية، وما عمد اليه المواطن السوري من توظيف الجزء الاكبر من مداخليه واجوره الفائضة في اشباع الحاجات الاساسية والضرورية اضافة الى ارتفاع اسعار السيارات وتكاليفها من محروقات وقطع غيار المرتفعة اصلا بالقياس الى ما يحققه المواطن السوري من اجر ومدخول.‏‏

عبر المرافئ‏‏

وبحسب الجمارك فان المنافذ الرئيسية التي تستورد منها الغذائيات بالكميات الكبيرة التي تصل الى الاف الاطنان الى الداخل السوري هي المرافئ اضافة الى المستوردات ثقيلة الوزن مثل الاجهزة والعدد الصناعية والآلات الصناعية والمواد الاولية الداخلة في الصناعات الوطنية، في حين تشكل المنافذ البرية ولا سيما نصيب في درعا والتنف في ريف دمشق المنافذ الرئيسية التي ترد منها الخضار والفاكهة الطازجة الى سورية لتوضع بالاستهلاك المحلي.‏‏

منافذ تصديرية‏‏

اما عن الصادرات السورية فتوضح مصادر مديرية الجمارك العامة الى تنوعها خلال نفس الفترة من العام المنصرم 2012 بين الاجبان ومنتجات الالبان القابلة للدهن، اضافة الى زيت الزيتون والفائض من بعض المحاصيل الشتوية مثل التفاح والحمضيات، مبينة ان الاتفاقيات التي وقعتها الحكومة مع ايران ستسهم في خلق منافذ تصديرية جديدة للمنتجات السورية اضافة الى ما تشكله من زيادة لارقام المستوردات السورية للحاجات والسلع الضرورية، مع الاخذ بعين الاعتبار عدم احتساب المستوردات المكونة من مواد الطاقة في هذه التقديرات.‏‏

تناقص الشاحنات الناقلة‏‏

ووفقا لمصادر مديرية الجمارك العامة فان تدفق الشاحنات العابرة (الترانزيت) والشاحنات التي تحمل بضائع ذات المقصد الداخلي والبضائع المخصصة للوضع بالاستهلاك المحلي قد تراجع في عدد من المنافذ الجمركية تبعا للظروف المتوترة التي تحيط ببعض المناطق التي تمر بها هذه الشاحنات نتيجة لارهاب واجرام المجموعات الارهابية المسلحة.‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية