|
الثلاثاء 5-2-2013 حتى لم تعد أي حفلة لأي مغنٍ ناشئ تخلو من صوره الكبيرة يرفعها (جمهوره العاشق) بعفوية أكثر ما يلفت الانتباه فيها تطابق الصور شكلاً وقياساً،وتطابق الجمهور في أحيان كثيرة، ولو اختلف المطرب المعشوق.. على كلٍ ليست المحطات التلفزيونية العربية وحدها من يمارس هذا الشكل من الترويج الإعلامي،أو تصنيع النجوم،فهذا الأمر تفعله المحطات الأميركية منذ زمن بعيد فيما يعرف بصناعة نجوم الفن والأدب والسياسة والمجتمع ،وحتى الرياضة، وليست الفضائيات العربية إلا تابعاً مقلداً في هذا المجال...وسواه..وقد يعترض معترض على التعميم بدعوى أنه لا يمكن تصنيع نجوم الأدب والرياضة..لكن واقع الحال يشير إلى غير ذلك، فالقسم الأعظم من الجوائز الأدبية العالمية تمنح وفقاً لاعتبارات سياسية تتوافق مع سياسات الإعلام المُسيطر عليه عالمياً،وفي الرياضة كثيراً ما يسلط الإعلام أضواءه على اللاعب الثاني، أو العاشر،متجاهلاً سابقيه في سلسلة المنافسة..أيضاً لأسباب سياسية أو اقتصادية.. وإلى ما سبق،وتبعاً لمتطلبات الفضائيات العربية تم تصنيع عدد من الإعلاميين المحاورين، والترويج لمهاراتهم وكفاءاتهم، ولا يشمل هذا الجميع بطبيعة الحال، لكن التدقيق في تجربة بعض الأسماء التي تم الترويج لها بشكل مذهل سيكشف،بشكل مذهل أيضاً، حقيقة خواء تلك الأسماء،فوراءها فرق إعداد كبيرة وقديرة ومؤهلة، توفر للإعلامي المحاور، وللإعلامية، فرصة الظهور بمظهر العارف المتمكن من موضوعه،وغالباً ما كان يحرم الضيف من فرصة عادلة لتقديم نفسه ووجهة نظره،إما بمقاطعته والحؤول دون عرضه لفكرته،أو قطع الاتصالات المؤيدة لوجهة نظره،كما حصل حين استضيفت أديبة سورية كبيرة في برنامج (نجمة إعلامية) تم تصنيعها على مدى سنوات كثيرة جداً، يذكر كثيرون بعض نجاحاتها المتواضعة،ويتناسون فشلها الفاضح في حوارات تورطت بها مع قامات فكرية وسياسية وفنية وأدبية، ومنها حوارها مع الأديبة السورية الكبيرة.. وفي وقت لاحق تم تصنيع الضيف أيضاً بصفة محلل سياسي، وقد ظهر هذا الأمر بشكل خاص بالتزامن مع العدوان الأميركي على العراق. فالنتائج الكارثية لهذا العدوان لم تقتصر عند الخسائر البشرية والسياسية والاقتصادية والثقافية -على فداحتها- فإلى ذلك كله وسواه الكثير،أفرز العدوان أيضا" مجموعة من (المحللين)على قياسه وشاكلته كانوا ،من حيث يعلمون أو لا يعلمون، جزءاً من الحروب على الأمة إما بتكريسهم فوضى التفكير بتحليلاتهم البعيدة عن أي أساس منطقي . أو بترويجهم مقولات ومفاهيم تبرر هذه الحروب في المحصلة وتقلب الحق باطلا والباطل حقاً،والحديث لا يشمل الجميع طبعا، إنما أولئك الذين ظهروا كفقاعات لا تملك إلا وقاحة الجهل و سرعان ما منحت أنفسها ألقاباً وصفات قابلة للتبدل حسب الحالة والحاجة. وأحدهم (لا يبقى لدى ذاكرة المشاهد منه إلا مسحة الغباء السميكة التي تكسو وجهه) كان في كل مرة يقدم نفسه على أنه مدير مركز دراسات. ولكن اختصاص هذا المركز يتبدل في كل إطلالة تلفزيونية لمديره المزعوم، وحسب متطلبات الوضع الراهن،أو الاهتمام العام، أما الشيء الوحيد الذي لم يتبدل فهو توقعات المدير الخبير الاستراتيجي و البيئي والمحلل السياسي والاقتصادي، التي لم تتحقق ولا مرة واحدة! ومع ذلك فإن بعض الفضائيات العربية أظهرت حرصاً غير عادي على استمرار استضافته بصفاته الكاذبة، دون أن تنسى الإشارة إلى مركز الدراسات الوهمي (المتبدل الاسم والوظيفة) الذي يديره في إحدى كبريات العواصم الأوروبية.. |
|