|
مجتمع و ماذا سنحملهم من مهام و مسؤوليات إلى تحت قبة مجلسنا الذي وجد لنا و لأجلنا ؟ تساؤلات كثيرة ترسم العديد من إشارات الاستفهام و تضعنا أمام مسؤولية كبيرة لإيصال الشخص المناسب إلى المكان المناسب .. استطلعنا بعض الآراء التي تنوعت بتطلعاتها ومطالبها ، و تباينت بحجم التفاؤل بما هو آت .. أن يكون صلة الوصل رياض الهبر – مدرس - من المؤكد أن يعرف الناخبون أن المرشح مهما بلغت قدراته و مؤهلاته فهو لا يملك عصا سحرية لتغيير الواقع بشكل جذري بين ليلة و ضحاها ، و لكن هذا لا يعني أن يستسلم المرشح لهذه الصعوبات و يخذل الناخبين الذين منحوه ثقتهم و تأملوا به خيراً ، فهو لولا أصواتهم لما وصل إلى تحت قبة مجلس الشعب ، لذلك نحن نأمل أن يكون عضو مجلس الشعب صلة الوصل بين المواطن و الحكومة و الجهات المعنية ، و يسعى بكل ما أوتي أن يتلمس مشكلاتنا و يضع يديه على الجرح لإيجاد العلاج المناسب ، فنحن خلال الفترة السابقة عانينا من وجود الكثير من المشكلات التي تفاقمت لدرجة أنهكت مجتمعنا و زادت من الفجوة بين المواطن و المسؤول و أصبح كل طرف في واد . الاختيار بموضوعية و مسؤولية و يرى عبد الغني عمارة أنه مهما كانت نتيجة تجاربنا السابقة مع أعضاء مجلس الشعب وفقدان الثقة ببعضهم ممن كانوا يتصفون بالسلبية والانفصال عن الهم العام و تجاهل المطالب الجماهيرية ، و الانصراف لمصالحهم الشخصية ، و لكن هذا لا يعني أن نعمم هذه التجارب السابقة على ما هو آت ، فالوضع الآن حساس و يتطلب منا أن نكون على قدر المسؤولية ، والذي فات مات و نحن الآن أبناء اليوم و أمامنا استحقاق وطني يتطلب اختيار الأكفأ و الأقدر على تلبية مطالبنا ، و أن يكون مبنياً على شخصية المرشح و الصفات التي يتحلى بها و برنامجه الانتخابي القريب من الواقع بعيداً عن الشعارات العملاقة التي تهدف لحصاد أكبر عدد من الأصوات للوصول إلى مجلس الشعب ، و نثر الشعارات في الهواء . الصورة لا تكفي .. و برأي سالي العمر – طالبة جامعية – أن صورة المرشح و بعض العبارات الرنانة التي تتصف بالضبابية و عدم وضوح الأهداف و الرؤية ، لا يكفي لاختيار هذا المرشح أو ذاك ، بل ينبغي أن يتم طرح برنامج انتخابي لكل مرشح يعلن فيه عن خطوات فاعلة لترجمة الشعارات إلى واقع ملموس يحسن الوضع المعيشي لكل شرائح المجتمع ، و لكن من الواضح أن البعض يفتقد للثقافة الانتخابية ولايعرف لمن يمنح صوته ، فتلعب دورها أحياناً المنفعة المادية أو صلات القرابة و الانتماء و الصداقة ، وبذلك قد يصل إلى مجلس الشعب شخص غير جدير بهذه المهمة . متابعة المرشح لمحاسبته و يقترح باسل علي - موظف – أن يكون هناك آلية فعلية لتطبيق البرنامج الانتخابي ليتمكن الناخبون من متابعة المرشح و محاسبته في حال لم ينفذ ما وعد به خلال حملته ، و من الضروري أن يكون المواطن على إطلاع على جلسات مجلس الشعب و النقاشات التي تجري تحت قبته لأنه هو المعني أولاً و أخيراً فهذا مجلسه و من فيه هم يمثلونه ، وهذا يتيح له معرفة ماذا يفعل مرشحه و هل يطالب بمطالب ناخبيه الذين صوتوا له ، أم أنه يكتفي بالجلوس مستمعاً أو يخلد للنوم . الانجازات لا الوعود و بينما تصر ميس ديب – مهندسة – على أهمية المشاركة في الانتخابات و ممارسة الديمقراطية بشكل حضاري ، تدعو إلى ضرورة وجود لقاءات دائمة تجمع عضو مجلس الشعب بأهل منطقته والأشخاص الذين اختاروه ، لأن العلاقة بين الطرفين عادة ما تقطع بينهما بمجرد انتهاء الانتخابات ولوجه بلاط المجلس و تسود علاقة تتسم بالجفاء و القطيعة إلى أن يحين موعد الانتخابات اللاحقة حيث يعود ليتودد ويحشد الأصوات ، فالمواطن اليوم بأمس الحاجة لمن يحترم عقله و يتجاوز حدود تسويق الذات ، و ما يهمه هو ماذا سيقدم المرشح له من انجازات و ليس الوعود التي تملأ اليافطات . مرشحنا « منا و فينا » أما خالد الشيخ أحمد – عامل – فقال : نريد مرشحاً منا و فينا يشعر بنا و يعرف همومنا و على دراية بوجعنا و مشكلاتنا الحياتية ، لينقلها إلى المجلس و يطالب بكل ما من شأنه أن يحسن وضعنا المعيشي و خاصة مشكلة ارتفاع الأسعار و أزمة السكن و إيجاد فرص عمل مناسبة لنا كشباب ، وبرأيي أن خير من يمثلني في مجلس الشعب شاب مثقف و جريء . د . شعبان : الارتكاز لبرنامجه و أدواته للتغيير الدكتورة رشا شعبان – عضو الهيئة الفنية في كلية الآداب الثانية – قسم الفلسفة ، قالت : تكتسب الانتخابات التشريعية في هذه الآونة أهمية خاصة ، حيث تشكل منعطفاً هاماً في مسيرة الديمقراطية خاصة أنها تأتي بعد إقرار الدستور الجديد ، حيث سيناط بالمجلس في دوره التشريعي الجديد ترجمة الدستور إلى واقع ملموس لسورية المتجددة ، وهذا سيكون محكاً و معياراً لعمله ، و تنبع أهمية الانتخابات في هذه الفترة أيضاً من أن سورية الآن أمام تحديات عالمية فرضت أزمة عشناها ، و خوض الانتخابات هو تحد للجميع لاثبات الديمقراطية وفق المنهج السوري و المواطنة الحقيقية ، و بذلك يمكن القول إن الأزمة هي الولادة الحقيقية التي أنتجت مواطناً على قدر من المسؤولية و الوعي قادر على تلمس مواطن القصور في أداء أعضاء مجلس الشعب و أصحاب القرار ، لينتقد و يحاسب . و برأي د . شعبان فإن في هذه الانتخابات تتجلى الحرية في أبهى صورها ، حيث سيختار المواطن مرشحه الذي سوف يمثله و يعكس واقعه لا مجرد أن يوصفه ، لأن عضو مجلس الشعب منوط به التغيير للأفضل ، لذلك على المواطن أن يختار مرشحه بناء على برنامجه الانتخابي المرتكز على برنامج يوضح الأدوات الحقيقية لعملية التغيير ، لا بناء على الشعارات الفضفاضة و البراقة ، و ينبغي أن يؤطر هذا البرنامج بإطار زمني لأن الزمن هو من معايير النجاح ، فكل الشعارات المطروحة تطرح معالجة الفساد و البطالة و تحسين المستوى المعيشي و لكن متى ؟ فالجودة في الأداء بالكيف و ليس بالكم . إعادة جسور الثقة و المشاركة أما عن الصفات التي ينبغي أن تتوافر في شخصية عضو مجلس الشعب فتشير د . شعبان أنه ينبغي أن يتحلى بالجرأة و الشجاعة و تغليب المصلحة العامة على الخاصة و النزاهة و السيرة الذاتية و العملية التي تشهد بالقدرة و النجاح و الفاعلية ، فنحن لا نريد شخصاً مهمشاً ، بل شخص قادر على التغيير فنحن لدينا القوانين و التشريعات و ما نحتاجه هو الترجمة الفعلية لها . و على المواطن إعادة بناء جسور الثقة ، والحرص على المشاركة في الانتخابات ، فالنأي بالنفس بناء على مواقف و احباطات من المجالس السابقة موقف سلبي و خطير ، و من الأجدى المشاركة في عملية التغيير و عدم التزام الصمت ، و هذا ما ترسخ أسسه الثقافة الانتخابية التي ساهمت بنشرها وسائل الاعلام من خلال المناظرات و الندوات التي تناولت البرامج الانتخابية و شخصيات المرشحين وماذا يريد منهم المواطنون . |
|