تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


حمدان لـ«الثورة»: الأعمال الإرهابية نتيجة صمود سورية في مواجهة المشروع الصهيوني

بيروت
الصفحة الاولى
الاثنين 7-5-2012
يوسف فريج

بعد فشل رهاناتهم على اسقاط سورية وحالة الضياع التي اصابت منظومة التامر والعجز التي وصلت اليه، الى اين تتجه الاوضاع في سورية وما هو مصير مهمة كوفي انان الذي يمثل الآن عنوان الحل الدولي للازمة السورية

في ظل التصعيد للاعمال الارهابية واستمرار تدفق المال والسلاح من اكثر دولة حدودية كالعراق وتركيا والاردن ولبنان الخاصرة الرخوة لسورية، هذه الاسئلة وغيرها كانت محور الحديث مع امين الهيئة القيادية لحركة الناصريين المستقلين «المرابطون» العميد مصطفى حمدان وفيما يلي تفاصيل هذا الحوار:‏

كيف تقرأ التصعيد الدولي والغربي وبعض العرب ضد سورية في ظل التصعيد الممنهج للاعمال الارهابية من اجل افشال مهمة كوفي انان؟‏

ان الفعل الاجرامي الاميركي- الاوروبي بحق سورية لا يزال في نفس الوتيرة والنمط الاجرامي منذ بداية استهداف قوة ومناعة سورية العربية، وهو لم يهن كي يتصاعد بل كان دائماً ينتقل من مرحلة عنف الى مرحلة عنف اخرى، لذلك ان الوضع اليوم هو استمرار للحرب التي واجهتها سورية منذ سنة تقريباً برؤية استراتيجية للرئيس بشار الأسد وقدرات الجيش العربي السوري ودعم اهلنا السوريين، لذا ان مهمة كوفي انان هي امتداد لكل المبادرات الاجرامية منذ بدء الحدث السوري وكنا قد رأينا التصريحات الاميركية وصداها الفارغ وزراء خارجية المحميات والمشيخات الاميركية في الخليج كانت تصب دائماً في افشال في اي عمل توافق عليه الادارة السورية وبالتالي كلما اشتد صمود سورية العربية سينتقلون دائماً الى محاولة واسلوب جديد للتخريب للنيل من وحدة وعزة اهلنا في سورية، مع التأكيد ان تصعيد الاعمال الارهابية وانتقالها الى مرحلة الاغتيالات والتفجيرات الارهابية هي نتيجة لقدرة الجيش السوري على احباط محاولاتهم لإنتاج نقاط ارتكاز تؤسس للتدخل العسكري الخارجي.‏

سورية التزمت بخطة انان فما الذي سيضمن التزام الاطراف الاخرى وهي كثيرة بهذه الخطة وهل سيكتب لها النجاح؟‏

ان المسؤولية التاريخية والوطنية للقيادة السورية في توسيع افاق الحلول السياسية بما لا يتناقض مع سيادة سورية ووحدتها وثقتها بقدرة الجيش والشعب على الاستمرار في المواجهة والصمود في وجه العقل التخريبي الارهابي المأمور من الخارج الاميركي دفعها دائماً بحنكة سياسية عالية على فضح نوايا المشروع الاميركي الاسرائيلي وقبلت بمهمة انان والتزمت بتنفيذ بنود هذه المبادرة رغم ادراكها العميق بأن الامم المتحدة هي جزء من الفعل السياسي الاميركي على مستوى العالم.‏

اضافة الى ذلك ان التزام سورية بمهمة انان يدعم الموقفين الروسي والصيني على الصعيد الدولي، اما الاطراف الاخرى الارهابية المأمورة من الاميركيين مباشرة فهي عبارة عن مجموعات مشرذمة لا قيادة مركزية لها تعكس بصورة واضحة واقع هؤلاء العملاء لدوائر المخابرات الاجنبية ويسمون انفسهم «معارضة» تثبت الوقائع يوماً بعد يوم انهم عاجزون عن الالتزام بأي موقف سياسي لمقابلة مشروع الاصلاح والتطوير السياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي طرحه الرئيس بشار الأسد.‏

فشل مهمة انان هي مسؤولية من يدير هؤلاء المخربين والارهابيين ابتداء من الحاضنة التركية والمحميات والمشيخات وصولاً الى معلمهم جميعاً المجرم الاميركي، بالاضافة الى ذلك نؤكد ان من يريد لمهمة كوفي انان النجاح عليه اولاً وقبل اي شيء تجفيف مصادر التمويل المالية والتسليح والايعاز الى عملائهم لتسليم سلاحهم المجرم الى الاجهزة الامنية السورية، لذلك نحن ندرك تماماً ان القيادة السورية لا تبني افعالها في هذه المرحلة بالرهان على نجاح او فشل مهمة انان بل على الاسس الصلبة المرتكزة على قدرة الشعب السوري في انتاج نظام سياسي جديد عبر الانتخابات النيابية وفقاً للمشروع الاصلاحي التقدمي للرئيس بشار الأسد كما ترتكز على عزيمة الجيش العربي السوري واصراره على القضاء على كل هؤلاء المخربين والارهابيين الذين لا هوية وطنية لهم انماء اجراء عند معلميهم الاميركيين.‏

هناك في لبنان قوى منخرطة بالتآمر على سورية وهذا بات واضحاً بعد ضبط سفينة محملة بالسلاح في المياه اللبنانية، يا ترى هؤلاء على ماذا يراهنون؟‏

ان التآمر على سورية لا يتوقف فقط على دليل ضبط السفينة المحملة بالسلاح في المياه الاقليمية اللبنانية بل بدأ منذ سنوات عدة تنفيذاً لاملاءات فيلتمان خاصة بعد اغتيال الرئيس الحريري ومنذ الايام الاولى لعمليات التخريب والارهاب في سورية تورط جماعة منبر السفارة الاميركية جماعة 14 آذار للتآمر الاعلامي ومحاولات التمويل المالي والميداني عبر تهريب اجهزة مع الاقمار الاصطناعية وغيرها، ان الخطورة على الواقع الوجودي اللبناني اليوم هو رضوخ المسؤولين اللبنانيين الى قرار الادارة الاميركية بجعل لبنان قاعة لوجستية للمخربين والارهابيين ومقراً للاخلاء الصحي لهؤلاء المخربين، وما زيارات المسؤولين الاميركيين الى لبنان الا لممارسة الارهاب الفكري لتنفيذ هذا المخطط.‏

اللافت للنظر ان سفينة السلاح والبالغ وزنها ثلاثة اطنان لم تكشف من قوات اليونيفيل البحرية رغم انهم كانوا دائماً يقومون بتفتيش السفن والبواخر وحتى قوارب الصيد وبالتالي عدم كشف هذه السفينة من قبل اليونيفل المجهزة بالرادارات والوسائل الحديثة لمراقبة المياه اللبنانية الاقليمية يفرض حتماً نظيرة التواطؤ وتسهيل المرور من قبل اليونيفيل البحرية.‏

ما هو موقف لبنان من استمرار تهريب السلاح الى سورية وما هو دور الجيش اللبناني في ضبط الحدود؟‏

بالنسبة الى الجيش اللبناني فهو يقوم بدوره في مكافحة تهريب السلاح والمخربين الى الداخل السوري وهذا يعود الى يقين قائد الجيش العماد جان قهوجي بأن منع التدخل في الشأن السوري ومكافحة هؤلاء المخربين يشكل حماية لسورية فقط انما يحمي الوطن اللبناني ككل.‏

ان القدرات التقنية والتردد من قبل الحكومة اللبنانية في اعطاء القرار السياسي الواضح لعمل الجيش اللبناني في المناطق المحاذية لسورية يؤدي الى اختراقات كبيرة ولا ننسى ايضاً وجود عوامل اخرى منها تجارة السلاح البحتة وتصاعد عمليات الرشوة المالية وغيرها من الوسائل التي تعيق العمل على اغلاق الحدود السورية في وجه تهريب السلاح والمخربين.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية