تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


لماذا يتخذونهم قدوة؟

شباب
2012/5/7
أنيسة أبو غليون

يتعلقون بالمشاهير إلى حد الهوس والعجز عن فصل أنفسهم عنهم، يصبحون نافذتهم على عالم مختلف غريب يمد لهم جسراً فيعبرونه بخيالهم وأحلام يقظتهم ليصبح الوهم حقيقة معاشة ولولوقت قصير..

ويتخوف الأهل من إعجاب أبنائهم وبناتهم في مرحلة المراهقة بمطرب أو فنان ... ويبلغ القلق الأسري مداه حين يتحول الإعجاب إلى هوس يطال الشكل والمضمون.. لماذا يلجأ المراهقون إلى تلك الأشكال من المثل العليا وما الذي ينبغي على الأهل فعله لتدارك ذلك.. ونجد بالمقابل أن تعلق المراهقين بالمشاهير له مبرراته التي قد نختلف أو نتفق معها ولكن في كلتا الحالتين علينا التوقف والإصغاء إلى وجهات نظرهم.‏‏

رموز.. وخيال.. وتعبير صريح‏‏

تتفاوت طرق التعبير عن حب المشاهير بين مراهق ومراهقة فطقوس الجنسين المختلفة في الإفصاح عن التعلق والإعجاب قد تصل إلى حد المفارقات الغريبة كا يوضح الشاب علاء الخطيب 17 عاماً (تعلق المراهقات بنجمهن المفضل غريب ومثير للضحك) يوضح: الفتاة تعيش حالة هستيرية في حفل نجمها، تبكي لدى ظهوره على المسرح مثلاً وتصيح كالمجنونة وهي تستمع إليه وتركض نحوه كي تلمس يده وكأنه من كوكب المريخ.. ويمضي علاء في مقارنته (يبدو الشاب أكثر اتزاناً في مسألة تعلقه بالمشاهير فالحكاية لا تتعدى بضع صور.. وحضور حفلاته أو أفلامه إن أمكن).‏‏

- مع المشاهير يمتلك المراهق مفتاح خروجه من واقعه فيعيش في عالم نجمه المفضل من خلال موسيقاه أو أفلامه.. خلدون حسن /16/ عاماً يعتبر نفسه مهووساً بما يحمله (تاركان) من فن يستحوذ على ملكاته وأحاسيسه.. دخل المغني (تاركان) حياة خلدون عبر موسيقاه التي يصفها بأنها ساحرة آسرة تلمس وجدان من يسمعها.. لهذا فالشاب خلدون يعبر عن علاقته بموسيقا نجمه بإحاطة نفسه بصور ذلك النجم.. أعيش في عالمه كما لوكنت جزءاً منه فأحلق إلى مكان بعيد كأني أولد من جديد مع كل أغنية أسمعها.. موضحاً أن خيال الشاب ما إن يقع أسير أحد مشاهير الغناء حتى يصبح أكثر شاعرية وبعداً بما يقوم به من فصل كامل لنفسه عن الواقع.‏‏

- هل يختلف هوس المراهقات بالمشاهير عن هوس الشبان؟ أم إن الخط العريض واحد وإن تغيرت طرق التعبير؟ ليندا السعيد /15/ عاماً لا تخفي تعلقها بالمشاهير فهم يمثلون الأشياء التي لا نستطيع تحقيقها في الحياة التي نجدها في صورهم وأساليب حياتهم وجرأتهم ونجوميتهم لهذا نختار نجومنا من العالم الغربي في أغلب الأحيان.. «إن ريكي إيغليسياس» المغني الإسباني تتصدر صوره غرفة ليندا ولا تمانع أمي في نشر صوره في غرفتي وسماع أغانيه طوال الوقت لكوني لست المفتونة الوحيدة من بنات جيلي به.. والفتاة عموماً لا تجد حرجاً في التعبير عن إعجابها بنجمها المفضل فتتفاعل معه عكس الشاب الذي يكتفي بالتصفيق حتى لا يوصف بأنه ولد.‏‏

تقليد في الشكل.. وأحلام يقظة‏‏

- سميرة أو شاكيرا اسمان لفتاة واحدة قررت أن تستبدل باسم جدتها الذي حملته مدة خمسة عشر عاماً.. اسم نجمتها التي تعشق.. سميرة لم تترك وسيلة لاقناع والديها برغبتها في تغيير اسمها.. لكن والدتها وافقتها بأن تكون شبيهتها فقامت بتجعيد شعرها لتقترب من صورة نجمتها التي تعشق.‏‏

- أما أنس عبيد /14/ عاماً يتمنى لو يتبادل مع المغني والممثل الأميركي (زاك أيفرون) الأدوار والشكل ولو ليوم واحد.. أتخيل نفسي طوال الوقت (زاك) بشعره الأملس ونجوميته فأصبح هو ويصبح أنا، في حلم يقظة جميل سرعان ما ينتهي لأستيقظ على حقيقة أني أنس لا (زاك).‏‏

- سهير سباهي تقول: أموت في فرقة (كولد بلي) وأن تعلقها بهم ليس غريباً على جيلها ومن الطبيعي أن تعجب ابنة الرابعة عشرة بفرقة أو نجم ومن الطبيعي أن تغمض عينيها وتحلم بنجومها في حلم يقظة.. وتضيف: الهوس بالمشاهير حالة لا تحدث إلا في مرحلة المراهقة.‏‏

-موقف الأهل-‏‏

لكل جيل مشاهيره ونجومه ومن الطبيعي ألا يكون ذوق المراهقة أو المراهق ووالديهما واحداً في ما يخص ذلك فهناك من رأى: أنه في الماضي كانت الفتاة تخجل من إعلان إعجابها بفنان معين فتتابعه بارتباك تخفي صورته في حقيبة مدرستها بعيداً عن أعين أهلها.. أما الآن فالفتاة تملأ غرفة نومها بصورة النجم تصارح أهلها بأنه يشبه فارس أحلامها المنتظر.. بالمقابل هناك آباء يصفون تلك العلاقة بـ (الطبيعية) وأنهم لم يقفوا يوماً في وجه تعلق أبنائهم بنجومهم منطلقين من ضرورة اعتماد الأهل على الحكمة.. والابتعاد عن الموقف السلبي لذلك على الأهل أن يدعوا أنهم من المعجبين بنجوم أبنائهم.. وهذا يفسح المجال للمراهقين للحديث بحرية عن أسباب التعلق والهوس بأولئك النجوم ليكشفوا لهم في الوقت المناسب عيوب نجمهم الذي يظنونه ملاكاً.. وإن وجود أمهات متفهمات لحقيقة تعلق أبنائهم بالمشاهير يجعلهن متشاركات في التعلق بنجوم أبنائهن من خلال الحديث عنهم وشراء الصور كهدية أو مكافأة لتفوقه ما يجعل الأبناء يفرحون بعلاقتنا معهم لكونها مرنة بعيدة عن دور التشدد الذي تقوم به بعض الأمهات.. فحين يقتنع الأهل بأن التعلق بالمشاهير قطار يمر على الجميع في مرحلة المراهقة يصبح من السهل تقبل هوس أبنائهم بنجومهم.‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية