تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


كيف يقرأ شبابنا مفهوم الشهادة ؟الشهادة عطاء وكبرياء , والشهداء منارة نهتدي بها وإنا على طريقهم سائرون

شباب
2012/5/7
ترجلوا عن صهوات خيولهم وقالوا ها نحن بأرواحنا نفتدي الوطن ونصون أرضه وعرضه وكبرياءه ليبقى شامخاً , وبدمائنا نروي ياسمينه ليورق حباً وعزة وكرامة وطهارة , هم الشهداء أكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر ,

الذين استحقوا أن يكونوا وساماً على صدر الوطن خالدين في ذاكرته أبدا وأن يكون السادس من أيار في كل عام عيداً لهم تقديراً واحتراماً وإجلالاً لأرواحهم الطاهرة , وهذه هي الشهادة الحقة التي تحلى بها أبناء سورية الأبرار فسطروا من خلالها بدمائهم أجمل الملاحم البطولية ليبقى الوطن عزيزاً , شامخاً , صامداً في وجه كل من يعاديه .‏‏

فما من بيت في سورية إلا وزف شهيداً بالزغاريد والرياحين وزين صدره بأهزوجة الشهادة , وما من طفل في سورية فقد أبا أو أخاً أو عزيزاً إلا واعتبر أن الشهادة عزة وكرامة , وكل ذلك لأن شعبنا وفي لوطنه الذي أكل من خيراته وتفيأ بظلاله وتربى في أحضانه على الشموخ والكبرياء , وآمن بقدسية الشهادة وإنها نصر وخلود ,ولأن شبابنا زاد الوطن وذخيرته الحية نسأل : كيف يقرؤون مفهوم الشهادة ؟ وماذا يمكن أن يقدموا لأبناء أولئك الخالدين في نفوسنا وعقولنا وقلوبنا ؟ وما الرسالة التي يريدون أن يزفوها لشهداء سورية الحبيبة ؟ لنتابع ونرى .....‏‏

تضحية لعزة الوطن‏‏

شذى طالبة جامعية قالت : الشهادة تضحية في سبيل عزة الوطن وسؤدده , فكل شخص يضحي بنفسه من أجل الوطن هوشهيد , أما أولئك الذين يقتلون لأنهم يهددون أمن الوطن ليسوا شهداء , والحقيقة أن سورية عبر الأزمان والعصور قدمت الكثير من الشهداء ليبقى الوطن شامخاً وآمناً وها هي اليوم تقدم المزيد من الشهداء أمام الهجمة الصهيونية الشرسة التي تحاول النيل من استقرار وأمن بلدنا , ولا شك أننا كشباب سوري يؤمن بوطنه وعقيدته نسير على خطا شهداء أمتنا في حماية وطننا من أي يد تحاول العبث بأمنه واستقراره , ولأننا نؤمن بأن شهداءنا ضحوا بأنفسهم لننعم بحياة هادئة مطمئنة علينا تشكيل جمعيات لمساعدة أسرهم وذويهم ولا نكتفي بما تقدمه حكومتنا لهم لأننا مسؤولون أمامهم أيضاً .‏‏

عمل وطني‏‏

أما عبد المجيد – ع – موظف قال : الشهادة عمل وطني سام , وكل شخص يضحي بدمه في سبيل الوطن أوفي سبيل طلب الرزق أو العلم هو شهيد , أما الشخص الذي يقتل لأنه يجاهد ضد أخيه السوري فهو ليس شهيداً لأن الشهادة أطهر من ذلك , وعموماً كلنا مشاريع شهادة والوطن بحاجتنا جميعاً .‏‏

منارة نهتدي بها‏‏

فيما قالت وسن – إ – وهي طالبة في كلية الحقوق للشهادة عدة معان سامية , فكل شخص ضحى بنفسه من أجل الوطن أو العمل أو العلم هو شهيد وبالتالي فالشهادة كرامة وشرف وشموخ واعتزاز بالنفس , فالشهداء منارة نهتدي بها وقناديل تنير طريقنا نحو المستقبل المنشود لأجل رفعة الوطن وعزته والحقيقة مهما وصفنا الشهداء لا نفيهم حق قدرهم لأنهم قدموا أرواحهم عربوناً لأمننا واستقرارنا وعزتنا ومستقبلنا لهذا فهم خالدون في ذاكرتنا وقلوبنا ما حيينا , ولأن سورية تقدر الشهادة والشهداء فقد خلدتهم في ذاكرة تاريخها وتكفلت بأسرهم ومنحتهم امتيازات خاصة في كل مجالات الحياة .‏‏

أطهر شيء بالدنيا‏‏

بالمقابل وصفت منار – ا – الشهادة بأنها أطهر شيء بالدنيا , وأضافت : لكن المهم أن نفهم الشهادة بشكلها الصحيح , فكل شخص قدم روحه فداء للوطن أمام العدو, وليس وهو يقاتل أخيه السوري , هو شهيد , فرجال حماة الديار الذين يضحون بأرواحهم ضد الإرهاب الذي نواجهه هذه الأيام هم شهداء و كذلك المدنيون الذين يموتون بلا ذنب , ولأننا كشباب ندرك معنى الشهادة ونعتبرها فخراً لنا جميعاً حولنا مآتم شهدائنا إلى أعراس لكن علينا أيضاً أن نقيم حملات شبابية لمساعدة أسرهم وذويهم رغم أن الدولة لم تقصر معهم , وأن نتذكرهم دائماً كي يشعر أبناؤهم بالفخر والاعتزاز .‏‏

عطاء دون مقابل‏‏

أما مالك – ع – موظف قال : الشهادة هي عطاء دون مقابل وأسمى درجات الخلود لبناء الوطن وفي سبيل استقراره واستقلاله كتعبير حي لرفض أشكال الهيمنة والسيطرة على موارد الوطن , وكما قال الخالد حافظ الأسد الشهادة حاجة عليا للبشرية والحل الأمثل لبناء الوطن في كل الأوقات والأزمان عندما يتهدد الوطن أي خطر خارجي , وما نتمناه أن نسير على خطاهم في سبيل عزة الوطن ورفعته , ورغم أن الدولة كرمت الشهداء و قدمت الكثير لأسرهم وذويهم , نلمس أحياناً بعض المبادرات الفردية لمساعدتهم لكن ذلك لا يكفي بل لا بد من أن نوجد كشباب جمعيات أهلية للاهتمام بأسر الشهداء لأننا معنيون أيضاً بتكريم الشهداء , كذلك القطاع الخاص الذي يعتبر نفسه قطاعاً وطنياً عليه أن يساهم في مساعدة أسر الشهداء أيضا , إذ لم نلمس إلا جمعية البستان وإحدى الروضات بحمص تهتم بأسر الشهداء من القطاع الخاص .‏‏

ليس أكرم من الشهادة‏‏

فيما بدأ الإعلامي أسامة – ا – حديثه بالقول ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون ( صدق الله العظيم ) وقال : هل أكرم وأسمى من الشهادة وهل أصدق من الله قولاً , فشهداؤنا مشاعل نور تنير لنا درب الحياة الكريمة وعند ربهم أحياء , فيا شهداء سورية لقد عبدتم لنا طريق العزة والكرامة بأرواحكم ودمائكم الطاهرة , ولبيتم نداء الوطن عند حاجته لكم لهذا فأنتم خالدون في ذاكرتنا أبدا .‏‏

مكرمة من الله‏‏

و يرى ربيع – ح – وهو موظف أن الشهادة مكرمة من الله عز وجل خاصة إذا كانت في سبيل استقرار الوطن والدفاع عن حدوده وأمنه وأضاف : منذ ولدنا وضعنا على صدورنا وسام الشهادة أو النصر وما قدمته سورية وتقدمه من شهداء دليل حي على الوطنية الخالصة التي يتحلى بها أبناء شعبنا الأبي لأنهم يدركون قدسية الشهادة جيداً , ولأن وجودنا مرهون بشهدائنا الأبرار سنصون دماءهم الزكية بمتابعة المسيرة , وطالما أننا نؤمن حقيقة بأننا مشاريع شهادة ونعتز بشهداء أمتنا ستعود سورية الواحة الخضراء وستبقى مهداً للتاريخ وأماً للحضارات مهما نعق الغربان عليها وحاولوا النيل منها .‏‏

احتراماً لهم‏‏

تعاطفاً مع أسر الشهداء وتقديراً لشهداء سورية الذين سقوا بدمائهم الطاهرة أرضها الخيرة , تظاهر الأسبوع الماضي العشرات من شبابنا في منطقة الصبورة مطالبين باستملاك قصر حمد قطرائيل وبيعه وتوزيع ثمنه على أسر وذوي الشهداء الذين استشهدوا في ظل المؤامرة التي يقودها أولئك العربان الخونة .‏‏

أجمل ما قيل في رثاء الشهيد‏‏

أبكي وهل يشفي البكاء غليلا وقد انتوى عنا الحبيب رحيلا‏‏

أبكي وليس من البكا بد وإن كان المصاب على القلوب ثقيلا‏‏

غصن نما في روضة للحق اذبله المنون ذبولا‏‏

أبكي على نجم أنار ضياؤه دهرا وأسرع للمغيب أفولا‏‏

أبكي فتى فوق الثريا نفسه يلقى الممات ولا يعيش ذليلا‏‏

فتى صلب تكاد تخاله عمرا يخيف ولا يخاف قبيلا‏‏

صعب علينا أن نرى بدراً هوى ونرى التراب على سناه مهيلا‏‏

نم ياشهيد الحق مسروراً فقد كان المنام عليك ثقيلا‏‏

الشهادة‏‏

جاء في تعريف الشهادة أنها درجة يرفع الله إليها من يتخير من عباده , فهي منحة وليست محنة , إذا أراد الله أن يرفع درجة إنسان اختاره شهيدا .‏‏

عظيمة و تقدر العظماء‏‏

قدمت سورية على مر العصور والأزمان الكثير من الشهداء ليبقى الوطن شامخاً , منيعاً , وإجلالاً للشهداء وتكريماً لهم فقد كرمت سورية أسر الشهداء وذويهم ووفرت لأبنائهم كل ما يحتاجون من مختلف النواحي العلمية والاقتصادية والخدمية وكل ذلك لأنها عظيمة وتقدر العظماء .‏‏

ليس غريباً‏‏

ما من شاب التقيناه أو تحدثنا معه عن الشهادة إلا وقال كلنا مشاريع شهادة , المهم أن يبقى الوطن صامداً وشامخاً والرقم الصعب في وجه كل من يعاديه , وهذا ليس غريباً على شبابنا الذين رضعوا حب الوطن قبل فطامهم , وليس جديداً على أبناء شعبنا الأبي الذين ومنذ أن ولدوا اعتبروا أن الشهادة نصر و حياة .‏‏

لأنهم يعشقون ترابها ويتمسكون به‏‏

ما من شهيد ضحى بروحه في سبيل الوطن إلا وزفه أهله وذووه بالزغاريد والأهازيج الوطنية الأمر الذي يعكس غيرية شعبنا ووعيه ووطنيته ومدى عشقه لسورية وتمسكه بترابها .‏‏

استطلاع : حسين مفرج‏‏

ت : عدنان الحموي‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية