|
دراسات وأن منابع التغذية له غير قابلة للنضوب سواء في مستوى أعداد ونوعية الإرهابيين أم في مستوى الأسلحة المتطورة والمتدفقة إلى ساحات المعارك باستمرار. __________________________________________ إن هذه القاعدة بمعنى ديمومة الفعل الإرهابي وديمومة تطويره مع كل مرحلة ماتزال هي الأساس في العدوان الإرهابي الغربي الصهيوني على سورية، لكن ذلك لا يمكن أن يسد الأفق على احتمالات تؤدي إلى تعديلات أو تغيرات في المنهج الإرهابي الأميركي التركي وهذا ما حدث وما تم رصده من كل قوى العالم بالفترة الأخيرة بدءاً من معركة خان شيخون والتمانعة والمناطق المحيطة بهما، لقد انهارت قوى الإرهاب والمشروع الإرهابي هنا بصورة نوعية وبزمن قياسي، ولكن ذلك لم يردع مصادر الإرهاب ولا سيما في الغرب من أن تستنفز إمكانياتها لتنجز فاصلتين متلازمتين؛ الأولى إيقاف الزحف الوطني السوري باتجاه الشمال نحو إدلب والشرق نحو الجزيرة وإعطاء الفرصة للتنظيمات الإرهابية وبدخول وليس مجرد تدخل أميركي مباشر في الأعمال القتالية. وهنا تابعنا كيف صارت أنماط السلوك الأميركي والتركي تؤكد هذا الأمر، أعني إيقاف الزحف العسكري الوطني في مطاردة الإرهاب من جهة وتأمين فرص لالتقاط الأنفاس وإعادة إنتاج الفعل الإرهابي من جهة أخرى، وعلى هذا الأساس تم الاتفاق على وقف إطلاق النار في تلك المنطقة لكن الأداء الوطني السوري كان يأخذ بعين الاعتبار حقوق الرد المباشر من خلال رصد الواقع بساحاته ومساحاته ومتابعة التحركات العسكرية للقوى الإرهابية وقوى الاحتلال واليد الخبيرة على الزناد، وهي جاهزة أبداً للتعامل مع كل هدف إرهابي أو احتلالي، وبمثل هذا الرصد لأحوال الواقع في المواجهات استطالات لابد من التنبه لها، ومنها أن هذا العدو المشترك والواحد أعني أميركا وأوروبا وتركيا والكيان الصهيوني والسعودية وقطر، هذا العدو مايزال موحداً في بنيته وموحداً في تحديد الهدف أو جملة الأهداف المنوطة بالعدوان على سورية، وهذا منهج تقليدي تاريخي استغرق على مدى عقود كل تلك المعاني التي يريد هذا العدو توطيدها من جهة أي غرزها في الجغرافيا السورية ثم توطينها من جهة أخرى بحيث تتحول كما يتصورون إلى أمر واقع ومع مرور الزمن يتم تحويل الأمر الواقع إلى حالة واقعية سرعان ما تترهل حرارتها بحكم الاعتياد عليها وبحكم هذه التغذية بالأنياب والأظفار المسمومة من قبل الغرب والصهيونية للمشروع الإرهابي بكامله، وفي مسار الاستطرادات لهذه الحالة سوف نرى هذا التغول وليس مجرد التوغل في إدخال فقرات وعوامل تمنح الإرهاب والمحتلين إمكانية الاستقرار ونزعة الاستمرار في الجغرافيا السورية، وأهم لقطة في هذه الإضافات المعدة والجاهزة يأتي الحصار الاقتصادي الشامل للوطن السوري بحيث يقدرون انتشار مناطق الجوع في ذات المنحى عبر انتشار مناطق العدوانات العسكرية، وبالتالي تجري كل عوامل الضغط هنا لمحاولات إحداث شرخ بنيوي في الحياة الوطنية الشعبية بحيث تكون الأولويات للقمة العيش التي يراد لها أن تأكل بالتدريج جوانب من مقومات الصمود في الميدان العسكري مباشرة، وهذا الهدف كان لابد فيه من الانتقال إلى المرحلة الثانية في العدوان، وهي استنزاف الدولة وإظهارها على أنها غير قادرة على تأمين حاجات مواطنيها، وإعطاء الفرص بصورة كاملة لكي تصبح حالة العدوان الإرهابي على سورية مستوطنة ومزمنة، وهذا المنهج هو الذي (كما يقدرون) سوف يسهم في صياغة حالة الإجهاد في الوطن السوري، وهذه مقدمة خطيرة لحفر الشرخ ما بين الحياة الوطنية الشعبية وطاقة الوطن في خوض المعارك على مساحة الأرض السورية. إن حالة التوطين والإدمان الإجرامي هذه تعطى لها كل مقومات استغراق الزمن إلى أبعد مدى، وهذا هو قصدهم الأساسي الاختباء والخنوع في لحظة اشتعال الإرادة الوطنية والتلطي خلف معالم سرعان ما تتحول إلى إعادة إنتاج الإرهاب ومنح الفرصة أمام فاعله بعد ذلك مباشرة،الوضع الراهن يخبرنا بذلك إذ سرعان ما زودوا الإرهاب بالسلاح النوعي ولاسيما من خلال الطائرات المسيرة والصواريخ الحديثة جداً وهم يستعدون لاستئناف الجريمة. |
|