|
نافذة على الحدث الملفت في هذا الاتفاق ( اللا - اتفاق ) أنه بقدر ما يكشف مزاعم وأكاذيب الطرفين حول الانسحاب من الجغرافيا السورية أو فيما يتعلق بتنفيذ الاتفاقات والتعهدات المبرمة للقضاء على الإرهاب في إدلب والجزيرة السورية، بقدر ما يؤكد حقيقة وحجم الاختلافات والصراعات بين أطراف الإرهاب، لاسيما بين الأميركي والتركي اللذان باتا يتبادلان أدوار الابتزاز والاستثمار في مساحات وهوامش الفراغ والزمن ليس مع خصوصهم وأعدائهم فحسب، بل مع بعضهم البعض أيضا وهذا بدوره يعكس حقيقة تصدع وانهيار منظومة الإرهاب بشكل عام. اتفاق ( المنطقة الآمنة ) الذي قضى حتى قبل أن يولد، يؤكد وصول الأميركي والتركي إلى حالة مرضية مستعصية من استحضار واستجرار الوهم، لتحقيق ما تبقى من طموحاتهم وأطماعهم على الأرض السورية، خاصة بعد الانتصارات الكبرى التي لا يزال يحققها الجيش العربي السوري الذي بات يمتلك زمام التحكم والسيطرة في الميدان، إلى درجة يستحيل بعدها العودة بالأمور خطوة واحدة إلى الوراء، أو حتى القبول بالواضع الراهن إلى ما لا نهاية. سورية أدانت بأشد العبارات التطبيق العملي لما يسمى اتفاق ( المنطقة الآمنة ) بين الإدارة الأميركية والنظام التركي وقيام الطرفين بتسيير دوريات مشتركة في منطقة الجزيرة السورية، مؤكدة أن هذه الخطوة تشكل انتهاكاً سافرا للقانون الدولي وعدوانا موصوفا بكل معنى الكلمة، لكن الأهم أنها أكدت التصميم والعزم على إسقاط كافة المشاريع التي تستهدف وحدة وسلامة أراضي الجمهورية العربية السورية، وفي هذا رسالة واضحة وحاسمة إلى واشنطن وأنقرة باستحالة السماح لأحد بالعبث بحقائق التاريخ والجغرافيا والواقع المرتسم على الأرض. |
|