تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


بيت الحكمة

رؤيـة
الأربعاء 4-2-2015
سوزان إبراهيم

ازدهرت الثقافة العربية في عصر المأمون, الذي أسس «بيت الحكمة» حيث عُمِل على ترجمة أمات الكتب من الحضارات الأخرى كاليونانية والرومانية بشكل أساسي..

وقيل كان يُعطى للمترجم أو للمؤلف ذهباً يعادل وزن الكتاب.‏

ويقال: نحن - أي العرب - بحاجة ماسة لترجمة ما لا يقل عن 5000 كتاب في مختلف العلوم فوراً!‏

وقيل أيضاً: ستصبح العربية لغة أدب وشعر وصحافة فقط, بينما نلجأ إلى اللغات الأجنبية فيما يخص الفكر والعلوم!‏

هذا كله يطرح السؤال الكبير: من هو مأمون العصر الجديد؟!‏

وفقاً للمفكر «برنارد لويس» لم يترجم المسلمون طوال عدة قرون - من العهد العثماني إلا كتاباً واحداً في علم الطب من أجل شفاء السلطان من أحد الأمراض «الجنسية» التي أصابته!‏

الترجمة عملية غاية في الاهمية لأنها من العمليات القليلة التي تبني الجسور بين الثقافات والحضارات وهي اليوم أكثر من ضرورة ملحّة في ظل صدام الحضارات.. لكن لنتنبه إلى طرق سير الترجمة التي مازالت في غالب الاحيان باتجاه واحد أي النقل من اللغات الأخرى إلى العربية وتبقى ثقافة العرب محتجزة فيما بينهم فمازالت الترجمة من العربية إلى اللغات الأجنبية الأخرى بطيئة وانتقائية جداً وتعتمد على الجهود الفردية.‏

من هو مأمون العصر الجديد القادر على إعلاء شأن بيت الحكمة؟!‏

suzan_ib@yahoo.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية