تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


انتشار الإرهاب والمسؤولية الأميركية

حدث وتعليق
الأربعاء 4-2-2015
محرز العلي

ما كشفته صحيفة اكسبريس تريبيون الباكستانية بشأن تحقيقات أجرتها قوات الأمن الباكستانية مع الإرهابي المدعو يوسف السلفي احد متزعمي تنظيم داعش الذي اعترف بتلقي دعم مالي أميركي

يؤكد مجدداً مسؤولية الإدارة الأميركية عن انتشار الإرهاب في أنحاء متفرقة من العالم واستخدامه كسلاح ذي وجهين لخدمة المصالح الأميركية وتبرير التدخل العسكري في شؤون الدول ذات السيادة بعيداً عن القوانين الدولية .‏

ما تشهده المنطقة من إرهاب تدعمه دول عميلة تدور في فلك السياسة الأميركية إضافة إلى سياسة التضليل التي تمارسها إدارة أوباما بخصوص الإرهاب وتحالفها المزعوم لمحاربة داعش يشير إلى أن الإرهاب بات سلاحاً فعالاً بيد الولايات المتحدة الأميركية لمواجهة خصومها، سلاحاً يغنيها عن شن الحروب المباشرة ويساعدها على تدمير الدول التي تعارض سياساتها بأقل الأثمان، ويؤكد رغبة واشنطن في إعادة تقسيم المنطقة وتركيبها من جديد لتدور في فلك سياستها الاستعمارية وتتخلى عن سيادتها وقرارها الوطني المستقل ما يسهل استغلال ونهب خيراتها ويسهم في تحقيق امن الكيان الصهيوني الحليف لأميركا.‏

ما كشفته الصحيفة الباكستانية يصب في خانة التأكيد على أن واشنطن ترعى وتحتضن الإرهاب و تموله عسكريا ولوجستيا، وثمة الكثير من التقارير والتصريحات من قبل مسؤولين أميركيين تؤكد بأن تنظيم داعش هو صنيعة أميركية ولم يعد هذا الأمر بخاف على أي متابع أو مراقب للسياسة الأميركية في العالم عموما وفي منطقتنا بشكل خاص، وهذا ما يعكس مخاوف كبيرة من السياسة العدوانية التي تنتهجها واشنطن ويطرح أسئلة كثيرة حول دورها المخادع في العالم، ويحتم العمل على فضح هذه السياسة القذرة التي من شأنها جر العالم نحو الهاوية عبر تفجير أزمات وحروب كارثية.‏

وفي كل الأحوال يبقى الإرهاب لا دين له ولا وطن وهو لن يتوقف عند حدود ما يرسم له في أميركا، وإنما سيتعدى ذلك ليطال العالم بأسره بما في ذلك الدول البعيدة عن منطقتنا، ويأتي إعدام المواطنين اليابانيين من قبل داعش والهجوم على صحيفة فرنسية وغيرها من أحداث لتؤكد أن الإرهاب المدعوم أميركيا وغربيا سوف يرتد على داعميه، وستحصد الإدارة الأميركية وغيرها من الحكومات الغربية ثمن ما زرعته من أمنها وامن مواطنيها.‏

mohrzali@gmail.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية