|
ثقافة
طرح فيها الهواجس الداخلية الكامنة من شبق وعشق واستراحة وسكينة تتخبط فيما بينها لتخرج بدلالات لونية وشكلية تعطي اللوحة المضمون في التعبير. إنها حالات الإنسان وما يمر به من انعكاسات نفسية وجسمية، يخرجها لنا الفنان عادل داوود إلى النور عبر طرح جريء في معرضه الأول بصالة«الآرت هاوس» السبت الماضي 7 نيسان. انتقل الفنان بين الحالة الواقعية التعبيرية كما هو في لوحته الرمادية التي طغى عليها الشكل الإنساني فكان حاضراً بخطوط قوية تبين حالة التقشف بالمطلق في كل شيء، من خلال التعبير عن نواقص الجسدية وغيرها المرسومة في اللوحة، وتذكرنا بخطوط متماسكة فيها صخب ووهج لوني تعبيري كما في لوحة ادوارد مونش «الصرخة». يقول الفنان داوود: إن الحالة التعبيرية التي أطمح لإنجازها استقيتها من التيار الفني الذي نشأفي القرن التاسع عشر جنوب ألمانيا وأثر في الحركات والتيارات الفنية في الشرق حيث تصدت هذه الحركة لكل التشويهات الجمالية.
ويصل الفنان في معرضه إلى حالة التعبيرية التجريدية التي تميز بها الفنانان (جاكسون بولوك، هانز هوفمان) حيث تتوغل داخل اللوحة بالمشاعر لا بالعقل، هنا التكوين لا منطقي يقوم الفنان بإيجاد الحلول التشكيلية لإغناء المشاهد بفكر يرفع ذائقته إلى مصاف علم الجمال عبر الزمن. تأثر داوود بالفنان العالمي «إيغون تشيل» حيث تتسم خطوطه بالعفوية التي يبدأ منها برسم الشكل في حالة اللاوعي المركزة ضمن التكوين، ليظهر لنا الشكل بحالة تعبيرية مفرطة تتماهى مع الأشياء أحياناً بفضاء فسيح فيأخذ الخط لون الكل للتأكيد على تحجيمه وإحاطته بعلاقات أرادها الفنان أن تتناغم فيما بينها سواء أشكال إنسانية أم أشياء مأخوذة من وسطه المعيشي، تبرز الشكل بقوة ألوان حارة فوق السند من خلال سيكولوجية اللون في عمله التصويري. بعض الخطوط ترسم إيقاعاً موسيقياً كما هو في حالة الحلم حيث أدت تداعيات الخط لتأليف مساحة مزج بين الأزرق والأحمر بتأثير الضوء على كامل التكوين وتبايناته لتصل في بعض الأحيان إلى اسكتش سريع. أما الشكل فقد أخذ مكاناً صغير، في تكويناته فأحياناً تكون شحوضه مرميه في أحد أماكن سطح اللوحة وأحياناً أشياء مبعثرة مقطوعة بشكل مبرر كما أن فضاءً واسعاً يتواجد فيما بينها، ربما يقصد الفنان فيه حالة اللاموجود داخل حياتنا من خلال شخص وهمي أو هجوم للشخص الموجود سلبياً أم إيجابياً بتناغمات فيما بينها. الألوان ربما استقاها من ذاكرته البصرية التي عاشها في الجزيرة السورية بتداعياتها من ألوان مختلفة لتوجد بشكل تلقائي في أرضية اللوحة التي استخدم فيها ألوان الإكريليك والألوان الزيتية، بتحديد أحياناً من خط فحم. ويعتبر الفنان داوود: أن العمل التعبيري هو حالة ثورة في الفن المعاصر تتصدى للكثير من قيم البشاعة التي خلفتها الحروب على مدى العصور حيث يصبح الفنان هنا بمثابة عالم جمال ينقل مونولوجه الداخلي عبر عزلته الطويلة إلى الآخرين من خلال اللوحة الفنية بطاقة شعرية خالصة قادرة على تفكيك وإعادة تركيبه من جديد. وتجدر الإشارة إلى أن الفنان خريج كلية الفنون الجميلة جامعة دمشق 2011 وشارك في العديد من المعارض الجماعية بالإضافة إلى ورشة نمساوية في دمشق«في المنتصف» |
|