|
دمشق ومن الملاحظ أن المواطن يؤمن بسوق العقارات أكثر من إيمانه بأي قناة استثمارية أخرى خاصة بعد التراجع الواضح في الوضع الاقتصادي العام والقوة الشرائية والادخارية للمواطن السوري. فالوضع الحالي للسيولة يختلف تماما عن السنوات الماضية التي كانت تتنقل من العقار إلى الأسهم أو العكس، أما اليوم فيشهد سعر العقارات طفرة غير مسبوقة في المناطق الهادئة وإحجاماً عنه في مناطق التوتر هذا مع تزامن انخفاض أسعار الفائدة في البنوك ما يجعل الاستثمار في البورصة المكان الأنسب لتوجه الاستثمارات منطقيا نظرا لكونها حاضنة مناسبة لأي رأس مال مهما بلغ حجمه بالصغر. ويبقى التساؤل لدينا: لماذا لم تأخذ البورصة السورية مكانتها التي تستحقها بين قنوات الاستثمار المختلفة لدى المواطن ؟ وتقع المسؤولية في هذا على أكثر من جهة الأولى ترتبط بسوق دمشق للأوراق المالية مباشرة اذ لم يقم السوق بخطوات جادة وحقيقية تجاه جذب المواطن العادي لحثه على شراء الأسهم، تشترك معه في المسؤولية الشركات المدرجة التي لم تعط مساحة من سياساتها الترويجية باتجاه المواطن بل اكتفت الشركات والسوق معا بالمستثمر القديم ولم تهتم بالمستثمر المحتمل. والثانية ترتبط بحداثة البورصة على سوق الاستثمار السورية وعلى الثقافة الادخارية للمواطن والتي لم تصل حتى اليوم الى التجرؤ على الدخول بلعبة البورصة او المخاطرة كما يفضل ان يسميها البعض. وهنا ترى الصناعية مروة الايتوني أن السبب قد يعود الى قلة عدد الشركات المدرجة من جهة والى سوء ادارة حملات التوعية لدى المواطنين من قبل الشركات اولا والسوق ثانيا والاعلام ثالثا على الدور الاقتصادي للبورصة وأهميتها في تحريك رأس المال. وهذا ما أكد عليه المستثمر مازن غراوي الذي يرى أن تحريك رأس المال مهما بلغ تناهيه في الصغر هو السر في ازدياده ونموه ويعتقد ان شراء الأسهم والأوراق المالية وتحريكها بشكل مستمر ولو بأرباح قليلة على السعر الأساسي للسهم من شأنه أن يزيد من حجم رأس المال ويؤدي في النهاية الى نتيجة مرضية تماثل الادخار في المصارف مع فارق السرعة في تحصيل الأرباح، أما عن عدم رواج البورصة كقناة استثمارية لدى المواطن تعود بالدرجة الأولى إلى عدم وعيه بأهمية البورصة وعدم انتشار ثقافة الاستثمار بالبورصة لدى الغالبية العظمى من السوريين، ولا يجد غراوي ان السوق مقصر او مسؤول عن عدم الترويج وإنما الإعلام هو الذي يجب ان يضع على عاتقه مهمة تقريب البورصة ومفاهيمها للمواطن العادي. وفي حوار سابق رأى الدكتور راتب الشلاح أن على الشركات المدرجة والساعية للادراج نفسها أن تعمل على اعداد برامج توعية ودعائية لجذب مستثمرين جدد من خارج منظومة الصناعيين والتجار وأن تتوجه الى المستثمر المحتمل من المواطنين العاديين الذين من الممكن ان يستعيضوا عن الادخار في المصارف وخصوصا بعد انخفاض سعر الفائدة الى الاستثمار بالبورصة. |
|