|
مشاكسات ودفئاً كثيراً ما سرقته برودة أعمال التحفت برداء المعاصرة طارحة موضوعات وشخصيات غريبة عنا إلى حد بتنا فيه بشوق لتلك الحميمية التي تميزت فيها أعمال سبق وعانقت ذاكرتنا ولا تزال متسمة بالبساطة والسلاسة والعمق في الوقت ذاته ، مبتعدة عن الابتذال ملامسة لنبضنا الحقيقي ، ومنها الكثير ، إلا أنها تراجعت اليوم أمام حجج من يقولون أنه لا سوق لها فهم يحتاجون لأعمال تحوي كماً كبيراً من الأكشن والإثارة والـجرأة المفبركة والزحلطة المفتعلة .. وهنا تكمن المفارقة المضحكة المبكية ، أليس مسلسل (الفصول الأربعة) من نوعية المسلسلات التي ندعو لإنجاز أعمال ذات قربى لها ؟ ألم يحقق جماهيرية واسعة ومستمرة حتى اليوم ؟ ثم من منا ينسى مسلسل (الإخوة) وغيره من الأعمال التي بقيت وترسخت في الذاكرة الجمعية .. تتلاشى هذه الدراما أمام تنامي وسيطرة دراما تلثمت بغطاء (المحطات عايزة كده) ، في الوقت الذي يستوقفك فيه سائق تكسي اكتسح البياض شعره قائلاً : (إننا لا نرى أنفسنا في الكثير من الأعمال التي توصف بأنها معاصرة وملاصقة للواقع ، اشتقنا لأعمال مثل الفصول الأربعة ..) والسؤال : من نصدق سائق التكسي أم المنتج أم المحطة أم المعلنين ؟.. مما لا شك فيه أنه كما يتسع السوق للجميع فهو يتسع أيضاً للتنوع في الأعمال ، وتحاشياً لئلا نقع (كالعادة) في فخ التكرار والموضة واجترار الموضوعات ، فليكن من بين الأطباق التي تُقدم في الموسم الدرامي عمل من هذا النوع القريب إلى القلب ، فلنُعِد الاعتبار إليه في وقت بات يشاهد العمل الدرامي أفراد العائلة كلهم من صغيرهم إلى كبيرهم ، وبالتالي ليرى كل منهم نفسه على الشاشة ضمن إطار يحترم عقله وذائقته الفكرية والبصرية . |
|