|
أروقة محلية كفانا مجالس «تتطبطب» على أداء الحكومة ،والحكومة تغازلها باستثناءٍ هنا وترخيصٍ هناك ليبقى المواطن وحيداً يتصدَى لضرباتٍ, بعضها يمر تسللاً ومعظمها مباشرة ،وإن تمكَن بعضنا من الدفاع وردَ الهجوم رُفعت في وجهه بطاقة حمراء دون سابق إنذار. ولأنَ الأهداف تسجَل في مرمى المواطن فقط، والخسارة تطاله بمفرده بات لزاماً عليه أن يدرك بأنَ تردَي أحواله لن يصلحها إلا حسن اختياره لمرشحيه إلى قبة البرلمان غير مأخوذٍ بمعسول وعود فلان ،ونفاق علان ،ولقيماتٍ وبضع ليراتٍ لا تُغني ولا تسمن من جوع من تاجرٍ أو صناعيٍ أو..أو..استطاع خلال حملته الانتخابية الوصول إلى كل فقيرٍ لم تتمكن وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل من إحصائه لينساه بعد الجلوس على كرسي النيابة. فليعي كل من يتنطَح لتمثيلنا في مجلس الشعب أنَ مقولة «ليس على الوعود- عفواً الكلام- جمرك» لن تبقى جواز سفرٍ لأحد بعد الآن لأنَ المطلوب شعاراتٌ واقعيةٌ وبياناتٌ موضوعية,ووعودٌ حقيقيةٌ ،فالمنطق يقتضي بأن يكون تعاطي الناخبين مع تجربةٍ ديمقراطيةٍ قادمةٍ خرج الكثيرون مطالبين فيها رغم وجودها منذ عشرات السنين بقدرٍ كبيرٍ من المسؤولية والوطنية. فالتصويت لن تحكمه اعتباراتٍ ومصالحٍ ضيقةٍ ,ابن منطقتنا ,ولي نعمتنا , قريب جارتنا , بل في الحد الأدنى على ضوء مسموعيات هذا المرشح أوذاك وتاريخه الأخلاقي والإنساني ،وهذا ليس بمستحيل, فنحن أبناء مجتمعٍ شرقيٍ وإن أردنا معرفة شيءٍ لن نعدم الوسيلة. إذاً, لنتَقصَى حقيقة من سنمنحهم ثقتنا ،وعندها نكون نحن من سعينا لمحاربة الفساد والبطالة والفقر وسواها من شعاراتٍ رفعها المرشحون ، وبذلك يصبح ما كان مألوفاً ومقبولاً بالأمس ملفوظاً اليوم إن وعينا دورنا وقدرتنا على التأثير في صناعة غدٍ لا يشبه الأمس إلا بأننا أبناء سورية الحب والعطاء . |
|