|
فضائيات عاما بعد عام صار زياد نجماً معروفاً, ومع ذلك ظل مصراً على انه الممثل السري للكاميرا الخفية مستعيناً بباروكة حينا وبنظارة شمسية و(سكسوكة) مستعارة حينا آخر, محولاً برنامجه إلى نوع من الدراما عمادها التمثيل وأبطالها أناس عاديون ارتضوا (بمقابل أو بدونه) أن يلعبوا دور المخدوعين المستلبين أمام دهاء زياد وألاعيبه التي لا تنضب... والأهم: أن يحتملوا نكاته التي باتت لا تحتمل. وسواء في عهد براءتها, عندما كانت خفية بالفعل, أو في عهد الدراما بعد أن صارت تعتمد التواطؤ والافتعال, فان كاميرا زياد ظلت تعتمد الصيغة نفسها تقريبا: السلبطة على عابر ما والإلحاح على استفزازه بشتى الوسائل ولفترة طويلة من الزمن إلى أن يفقد أعصابه ويخرج عن طوره ليوجه اللكمات ويتلفظ بكلمات بذيئة يستعاض عنها في المونتاج ب (طوط) سرعان ما تصبح دليلاً إضافيا على النجاح الباهر في الدعابة وخفة الظل,والواقع أن زياد يواظب طيلة هذه السنوات على إعداد المقالب ونصب الشراك بطريقة واحدة معتمدا على عنصر وحيد: أعصابه الثلجية التي صارت تستفز المشاهد بقدر ما تستفز الضحية دون أن تضحك أحداً سوى زياد نفسه. تشكل ال(GAGS) النقيض لكل ذلك. ثمة هنا الكثير من المشاهد العفوية الصادقة والقائمة على نصب شراك لطيفة سريعة مكثفة لا اثر فيها للغو والحشو وليس من شبهة اهانة أو استغفال بل, على العكس, هي مقالب تثير البهجة البريئة وتكشف عن روح المرح والميل إلى اللعب الكامن في أعماق الناس جميعا... لا يوجد هنا ضحايا إنما مشاركون تورطهم الكاميرا في اللعب دون أن يتاح لهم الإحساس بالندم أو الغبن. في ال(GAGS) ليس ثمة رجل وحيد يضطر إلى تبديل شكله بطرق كاريكاتورية بل طواقم كاملة من رجال ونساء يتغيرون بين مشهد وآخر مستخدمين وببراعة كل الحيل والأفكار الذكية واللطيفة... ربما على زياد وشركاه أن يعيدوا النظر في كاميراهم الخفية والخطوة الأولى تبدأ من الفرجة على ال(GAGS). |
|