تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


يديعوت أحرونوت...وجهات نظر أربع تأكد زيفها!

يديعوت أحرونوت- < بقلم منخام كلين
ترجمة
الأحد 1/7/2007
ترجمة ليندا سكوتي

الحضور الذي فرضته حماس على غزة أظهرت بشكل جلي الفشل الاستراتيجي الاسرائيلي والأمريكي,

حيث أظهر الواقع وجهات نظر أربعاً تشترك بها الولايات المتحدة مع اسرائيل,وقد تأكدت عدم صحتها جميعاً:‏

الأولى: إن مايحصل في غزة لن يؤثر علينا لأننا غادرنا القطاع, وبنينا جداراً دفاعياً حوله, يعيش الفلسطينيون داخل هذا الجدار فلهم العمل بما يرغبون حتى قتل بعضهم بعضاً, وثبت خطأ تلك المقولة فالفوضى الداخلية تمتد إلينا وتضرب سديروت وغرب النقب.‏

وجهة النظر الثانية أننا لسنا مسؤولين عما يجري في القطاع, لكن أظهر الواقع خطأ هذا القول إذ إننا نسيطر على القطاع من الخارج والجو, وباستطاعتنا رصد كل شيء يتحرك على الأرض, وإن جزءاً من البنية التحتية لقطاع غزة مرتبطة باسرائيل كما أن الدخول إليها لايحتاج إلى فيزا من القاهرة, وإن كل مايتطلبه هذا الأمر هو طلب يقدم إلى القائد الاسرائيلي.‏

أما وجهة النظر الثالثة فهي امكانية فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية, وقد ثبت تلك النظرة فحماس والجهاد الاسلامي ردتا على العمليات العسكرية الاسرائيلية في الضفة الغربية باطلاق صواريخ القسام, وإن المواجهة بين فتح وحماس انعكست على يهودا والسامرة, ووجود فتح في غزة لايمكن أن يلغى, كما وأن حماس تستحوذ على بعض المواقع الهامة في الضفة الغربية وحتى الاختلافات الاجتماعية بين سكان غزة وسكان الضفة الغربية لاتجعل منهم شعبين مختلفين, وواقعهم في ذلك يحاكي واقع الروس والمغاربة في اسرائيل حيث إن البيانات الاجتماعية لاتجعل منهما شعبين مختلفين.‏

أما وجهة النظر الرابعة التي تقول بضرورة العمل على عدم وجود حكومة فلسطينية مركزية, فقد أكد الواقع عدم امكانية تحقيق ذلك, حيث تبين بأنه في بداية الانتفاضة حاولت اسرائيل تحقيق هذا الأمر دون جدوى, لذلك انصرفت إلى المطالبة بقمع مجموعات الإرهاب, وعليه فإن تنفيذ ذلك سيشكل تحدياً لاسرائيل, وسيحظى بدعم دولي يلزمها بعقد اتفاق مع السلطة الفلسطينية, وبالتالي ستدفع اسرائيل ثمناً لهذا الاتفاق يفوق ماقد تدفعه الآن.‏

وقد جاء الحل على شكل فوضى لعب دحلان دوراً رئيساً في إيجادها.‏

لاشك بأن حماس لها حقها في خلق تلك الفوضى عبر المعارك التي خاضتها مع فتح, واتباعها أسلوباً خاطئاً منذ فوزها في الانتخابات, وبذلك فقد خدمت حماس الاستراتيجية الاسرائيلية - الأمريكية التي ترى بأن الفوضى المسيطر عليها ستمكن اسرائيل من ضم الأراضي الفلسطينية بمرور الوقت دون الدخول بمفاوضات دبلوماسية ترمي إلى التوصل إلى اتفاق دولي.‏

إن الإدارة الأمريكية بالاشتراك مع اسرائيل عمدت إلى إقرار مقاطعة دولية على حماس, ومنعت أي خرق دبلوماسي لذلك, وتوصلت كل من واشنطن و(إسرائيل) إلى قاعدة تقول بأن إضعاف حماس ومنح قوة لفتح سيحول دون ظهور حكومة فلسطينية مركزية, ويمكن اسرائيل من اتخاذ قرارات من جانب واحد بالنسبة للأراضي الفلسطينية.‏

لقد واجهت الولايات المتحدة واسرائيل بعض الخلافات التكتيكية نظراً لاختلاف وجهات النظر ثم استقر ا مؤخراً على استراتيجية مشتركة لكن سيطرة حماس على قطاع غزة قد بينت عدم نجاعة ذلك.‏

الآن تحتاج كل من واشنطن و(القدس) إلى تغيير استراتيجيتهما التي وضعاها منذ سبع سنوات, لكن ردود الأفعال التي يبديها الطرفان لاتظهر لنا بأنهما قد تعلما مما لحق بهما من فشل استراتيجي.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية