تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


قراءة في الصحافة الإسرائيلية... مابعد حكومة الطوارئ...يديعوت أحرونوت : الآن يتحدثون عن حماس ... وغداً مع حماس

ترجمة
الأحد 1/7/2007
أحمد أبو هدبة

لم يكن السلوك الإسرائيلي , وردود الأفعال الرسمية عما جرى في قطاع غزة مؤخرا من صراع بين حركة حماس وفتح ,

لاسيما وان شمعون بيرس قد تمنى ذات مرة بان يصحو من نومه وقد ابتلع البحر غزة,وان شارون لم يعارض بان يقيم الفلسطينيون حتى إمبراطورية في غزة طالما أنها في دائرة النفوذ الصهيوني وطالما لا تتحمل إسرائيل تبعات سنوات احتلالها الطويلة الأراضي الفلسطينية المحتلة .‏

لا يبدو كذلك مستهجنا ما تبديه مصادر سياسية إسرائيلية من قلق كبير وترقب حذر وما تطلقه وسائل الإعلام وبالأخص الصحافة تحديدا,من تحذيرات متواصلة ومكشوفة حيال الواقع الجديد في غزة والضفة الغربية خاصة وان الحكومة الإسرائيلية قد دخلت في الأساس على خط الاقتتال الداخلي الفلسطيني ,وأخذت تألب جهة فلسطينية على أخرى,من خلال دعمها المعلن للسلطة ورئيسها أبو مازن,حتى إن جهات إسرائيلية نافذة طالبت بإفساح المجال أمام أجهزة السلطة لإدخال أسلحة ثقيلة ودعمها في مواجهة حماس, إلى جانب الدعوات الإسرائيلية والأمريكية وحتى الأوروبية لمقاطعة حكومة الوحدة الوطنية التي جاءت من عملية انتخابية ديموقراطية والهدف من وراء ذلك ,استنزاف قدرات الطرفين ,وإضعاف المقاومة , وبالتالي خلق حالة من الفوضى لكي تكون مسوغا لاستكمال سياساتها ,في تصفية القضية الفلسطينية .‏

داني روبنشتاين في هارتس عزا أسباب ما جري في الآونة الأخيرة في غزة , إلى رفض فتح التعاون الكامل مع حماس في أجهزة السلطة رغم أن حماس فازت قبل أكثر من سنة بأغلبية حاسمة في الانتخابات البرلمانية. واضطرت فتح إلى عدم قبول حسم الناخب الفلسطيني لان كل العالم طلب منها ذلك. الولايات المتحدة, أوروبا, معظم الحكام العرب وبالطبع إسرائيل - حثوا فتح على عدم التعاون مع حماس في السلطة.‏

وهكذا حصل أن تحولت غزة ما بعد الانسحاب الإسرائيلي, والتي كان يمكن لها أن تصبح نموذجا رائعا للاستقلال الفلسطيني, إلى حالة من الفوضى. فالسلطة وضعت تحت الحصار.‏

أجهزة التعليم, الصحة والخدمات تنهار. من جهته يرى جاكي خوجي في يديعوت احرنوت انه في أعقاب نجاح حماس في حسم الصراع : سنشهد هنا واقعا جديدا.‏

واقع دولتين فلسطينيتين: حماستان في غزة وفتح لاند في الضفة الغربية. إسرائيل ستكون محاطة بالاصولية الإسلامية. من الجنوب حماس, ومن الشمال حزب الله. ويعاني سكان غزة منذ أكثر من سنة تحت عبء المواجهة, وهم سيعانون أكثر اذا ما انتصرت حماس. السابقة, التي ستكون بيد حماس, ستصبح علامات في خرائط سلاح الجو وكل واحد منها سيحظى بقنبلة خاصة به. أما العالم الذي في معظمه صمت حتى اليوم فسيصمت أكثر. يبدو أن هذا الصيف سيكون أكثر حرا من المعتاد.‏

عاموس هرئيل المراسل العسكري في هارتس يقدر أن الموازين العسكرية تميل في الأساس لصالح حماس في الصراع إياه ويقول :( يبدو أن مشاهد الأيام الأخيرة, عن المعركة المترددة التي تُديرها فتح في مواجهة حماس, أزالت علامات السؤال.تهيج في القطاع حرب أهلية والجانب الإسلامي هو الغالب.ستكون للنتائج اللائحة آثار بعيدة المدى, لا في مستقبل السلطة فحسب بل في علاقاتها بإسرائيل أو بالمنطقة عامة ..‏

إن سيطرة حماس على القطاع, التي بدت أمس أقرب مما كانت في أي وقت مضى, قد تُقسم المناطق إلى كيانين سياسيين, بل ثقافيين, مستقلين: دولة حماس (القطاع) ودولة فتح (الضفة الغربية).‏

الصحف الإسرائيلية تجمع على أن سيطرة حماس على الأوضاع في غزة بات يشكل إرباكا كبيرا لحكومة أولمرت وانه غير جدول أعمال اللقاء بينه وبين الرئيس الأمريكي جورج بوش وفي هذا الإطار يعتقد شمعون شيفر في يديعوت احرنوت أن : السلطة ماتت, لا شريك..لن تكون هذه هي المرة الأولى التي يتغير فيها جدول الأعمال المخطط للقاء رئيس وزراء إسرائيلي مع رئيس الولايات المتحدة في ضوء الأحداث الدراماتيكية في منطقتنا .‏

وفي نفس السياق أوردت مراسلة معاريف بان إسرائيل سوف تسعى إلى عزل كل من الضفة الغربية وقطاع غزة نهائيا عن بعضهما البعض.‏

في مقابل ذلك أفاد المراسل الأمني لهارتس بأنه لأول مرة: في جهاز الامن يفكرون بالحديث مع حماس...في جهاز الامن سيفكرون غدا, لأول مرة بإمكانية الحديث مع حماس .وأضاف المراسل بان مصادر في مكتب وزير الدفاع الجديد باراك تقدر بأنه اذا سيطرت حماس على كل معابر قطاع غزة, فلن يكون مفر من الحديث مع المنظمة لأول مرة منذ تسلمها الحكم. قصة فتح في غزة انتهت, قالت أمس مصادر في مكتب وزير الدفاع.. بعد فك الارتباط لم تعد إسرائيل مسؤولة عما يجري في غزة, وعليه فيتعين على الحكومة أن تقرر هل ستتحدث مع حماس أو حتى تتخذ موقفا يقضي بان ما يجري في غزة لا يرتبط بنا, وأن يهتموا هم بأنفسهم.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية