تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


لو سمع شارون بأحداث غزة لقال : ( لعبناها يا دوفي)!!

هآرتس- بقلم عكيفا الدار
ترجمة
الأحد 1/7/2007
ترجمة أ . أ. هدبة

لو كان اريئيل شارون يسمع الأنباء من قطاع غزة ومن الضفة الغربية,

لكان يستطيع أن يتصل بمساعده المخلص, وأن يقول بضحك كبير: لعبناها. يا دوفي. شارون غارق في النوم, لكن خطته حيّة تسعى. يتحدث الجميع عن دولة حماس ستان. أسموا هذا عنده في البيت بنتوستان, الطراز الذي خُصص ليُخلد نظام التمييز العنصري.‏

كما في حالة المناطق الفلسطينية, حظي السود والملونون بحكم ذاتي محدود في المناطق الأقل خصبا في الدولة. أما أولئك الذين ظلوا خارج هذه الجيوب المفصولة بعضها عن بعض فحصلوا على مكانة عمال أجانب, بلا حقوق مواطنة.‏

قبل عدة سنين بيّن وزير خارجية ايطاليا, ماسيمو دي ليما, لأصدقاء إسرائيليين, أنه قبل وقت قصير من انتخابه رئيسا للحكومة, قال شارون له إن خطة بنتوستان هي الحل الأنسب لنزاعنا.تخوف اليمين والمستوطنون أن الانفصال من غزة كلها ليس سوى مقدمة لانسحاب من أكثر مناطق الضفة. وآمنوا في اليسار وفي الأسرة الدولية أنه اذا مر إجلاء المواطنين والجنود الإسرائيليين عن القطاع بسلام, فستُمهد الطريق لتسوية دولتين.‏

لكن وُجد ايضا مثل أولئك الذين ارتابوا في أن شارون لا ينوي أن يفصل غزة عن إسرائيل فقط, وأن يمحو بذلك 1.4 مليون عربي من الميزان الديمغرافي, بل أن يدق ايضا إسفينا بينها وبين الضفة. في حزيران 2005, قبل سنتين بالضبط, حذّر وزير الخارجية المصري, احمد أبو الغيط, الذي زار إسرائيل, شمعون بيرس, من أنه اذا لم تُصحب خطة الانفصال بتقدم لتسوية في الضفة, فان قطاع غزة سينفجظ, قال القائم بأعمال رئيس الحكومة للضيف انه يوافق على كل كلمة, لكنه حرص على ذكر أن أقواله لا تمثل بالضرورة رأي رئيس الحكومة شارون.قوّى نقض اتفاق المعابر, الذي يحمل توقيع وزيرة الخارجية الامريكية, كونداليسا رايس, الشك في أن شارون بادر إلى فصل غزة عن الضفة. الأمر الصامت بأن الكلاب تستطيع النباح, وأن القافلة لن تمر بين جزئي الكيان الفلسطيني.‏

بعد الانقلاب السياسي في المناطق حصل الفصل على شكل رسمي. فرضت إسرائيل حظرا عاما على سكان غزة,وفي حين كانت إسرائيل تحتج على رفض حكومة حماس التزام احترام اتفاقات سابقة - تنكرت للاتفاق المرحلي الذي وُقع في واشنطن في ايلول 1995 (اوسلو ب), الذي يقضي بأن الضفة والقطاع وحدة مناطقية واحدة.في وقت فصلت فيه غزة عن الضفة, وهو ما يسمى الآن التمايز, حققت حكومة شارون - بيرس, وحكومة أولمرت - بيرتس التي حلت محلها, خطة البنتوستان في الضفة. فُصل غور الأردن من سائر أجزاء الضفة, وفُصل الجنوب عن الشمال وفُصل الجميع عن شرقي القدس. أخلت خطة دولتين لشعبين مكانها لخطة خمس دول لشعبين; دولة واحدة ذات اتصال محاطة بكتل استيطانية لإسرائيل, وأربع جيوب مفصولة للفلسطينيين. نُفذت الخطة في الميدان بمساعدة مخطط غزو لجدار الفصل, وحواجز طرق داخلية, وتوسيع المستوطنات وأوامر تعسفية لقادة عسكريين. لم تترك خريطة الكانتونات التي أمْلوها أملا في خريطة الطريق وفي التفضلات التي وُعد بها أبو مازن والأمريكيون. إن حلم دول الرعاية في فلسطين: حماستان في غزة وجيوب فتح لاند في الضفة هو نهاية حل التقسيم .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية