تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


كل شيء للبيع..

نقش سياسي
الاربعاء 4-9-2019
أسعد عبود

أحداث مهمة تشهدها المنطقة التي تنام وتفيق على صدى الاضطرابات الساخنة التي تهز كل دولها وشعوبها بلا استثناء..

في الأسابيع الماضية كانت قضية حرية الملاحة.. ووضع ناقلات النفط وقرصنة بريطانيا بأمر من الولايات المتحدة للناقلة الإيرانية.. والتي لم تنته بعد.. لكن ربما تكون إيران قد استطاعت تقديم الرد المناسب للقراصنة.‏

ثم تجددت الأحداث بما لا ينفصل عما سبقه.. الأهم كان عودة الجيش العربي السوري للعمل المسلح لإنهاء وضع الإرهابيين في الشمال الغربي لسورية وما تبع ذلك من اتصالات وبيانات وتهديدات استخدمت فيها الأمم المتحدة كضامن لكل ما تريده الولايات المتحدة ومعها الغرب الاستعماري...‏

رغم ضراوة المعارك في سورية.. فلم تكن المواقع الأخرى للحالة المرعبة التي يعيش فيها هذا الشرق.. أقل ضراوة:‏

المقاومة اللبنانية أكدت مرة أخرى إصرارها على استراتيجية الرد على العدو الصهيوني.. وقد اسكتته بالفعل..‏

في اليمن تستعر المعارك.. وإلى جانب الجريمة التي يقترفها ما يسمى بالتحالف العربي بحق اليمنيين.. نشأت جبهة جديدة تتخبط فيها وتتصارع.. قوى هذا التحالف الذي أنشأه ويدعمه الغرب الاستعماري.. وتقوده - بكل أسف - السعودية التي آن لها أن تتوقف عن تدميرها لبنى المنطقة وضمنها السعودية نفسها..‏

وإلى العراق.. وصلت صواريخ العدوان.. رغم أن ثمة ولايات متحدة هناك وثمة اتفاقات تحكم الحالة العراقية بوجود القوات الأميركية والطيف الأميركي..‏

أترانا نحن الذين نعيش في هذه الدول... نحن الذين شكلنا هذا المحور وسميناه محور المقاومة أم هو العدوان الذي فرضه وفرض عليه المقاومة..!!‏

لماذا.. لماذا يسعى أحد ما لخلق العداء له ولا سيما بما لا يقدر على قمعه..!!‏

في طريقها إلى الصين وآسيا عموماً تريد الولايات المتحدة امتصاص العالم لتشكيل دولة أميركا القوية.. والتراجع عن حالة أميركا التي تسعى لقيادة العالم من خلال العولمة وحرية التجارة.. ولا سيما الدول الواقعة على جوانب تحركها.. والغاية.. كما كانت منذ كانت الحروب الاستعمارية.. الربح المالي التجاري..‏

هي حالة الوضوح التي يعلنها ترامب.. وينده بلا تردد: ادفعوا.. ادفعوا وكل شيء للبيع..‏

في الوجه الواضح غير الجديد للرأسمالية.. الذي يخشى منه.. هو اتباع المجتمعات في عموم العالم الأسلوب الرأسمالي في الحياة السياسية أيضاً جرياً على اتباعها في معظم نواحي الحياة ، ولا سيما بعد انهيار الاتحاد السوفييتي ومجموعة الدول الاشتراكية التي كانت تشكل القاعدة الأساسية لما يمكن تسميته بالأخلاق الشيوعية.‏

لا يستهين أحد بما كانت تعنيه مجموعة الدول الشيوعية والاشتراكية، في العالم من التمسك الإنساني بمجموعة قواعد تقول الإنسان أولاً.. ويعني ذلك ضمناً الأخلاق الإنسانية..‏

نحن نقاوم.. لكننا قد نتآكل من الداخل..!!‏

As.abboud@gmail.com‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية