تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


من نبض الحدث.. لا «مناطق آمنة» إلا في مخيلة المراهقين سياسياً

صفحة اولى
الاربعاء 4-9-2019
كتب علي نصر الله

للمرّة الثانية في أسبوع يُكرر نظام اللص أردوغان جاهزيته للعمل مُنفرداً بشأن إقامة (المنطقة الآمنة)،

التي يَتوهمها، ذلك في حال عدم استجابة الولايات المتحدة لرغبته، وللمرّة الألف سنُذكر الطرفين الأميركي والتركي بأن ما تُخططان له لن يرى النور، حتى في حال الاتفاق بينكما، هو أمرٌ غير ممكن التنفيذ إلا على الورق، وفقط في مُخيلة المُراهقين سياسياً.‏

إذا كانت الغاية المَزعومة حماية أمن الحدود التركية السورية - وهي ليست كذلك - فإن توفير الحماية وضمان الأمن هناك، لا يَتحقق بتهديد الآخرين، ولا بمُحادثات ثنائية ضد طرف ثالث نجحَ بإفشال كل مُخططات العدوان ضده، بل يَتحقق الأمن، وتتوافر الحماية إياها، فقط بتخلي الأميركي عن مشاريعه العدوانية، والتركي عن أوهامه، وفقط بتخلي الاثنين معاً عن المُرتزقة الإرهابيين!.‏

المُشاغبة الأميركية الأخيرة في إدلب باستهداف منطقة خفض التصعيد، تَوقيتها يَكشف أكثر من غاية قذرة، أقلها محاولة إفشال صيغة آستنة في لحظة مَفصلية تَضع اللص أردوغان على محك العمل والالتزام، وهي بذاتها المشاغبة التي تَكشف عن تمثيلية سخيفة يُؤديها الجانبان التركي والأميركي، ذلك أن إظهار الخلاف على (المنطقة الآمنة) دجلٌ ونفاق يَتأكد بتبادل الخدمة في إدلب!.‏

ليس من المُصادفة بالإطلاق أن يأتي القصف الأميركي لمنطقة خفض التصعيد في الوقت الذي يبدو فيه اللص أردوغان مُحرجاً مُحاصراً، هو تَبادل للخدمات، وتلبية لمصالح مشتركة، ومحاولة عبثية جديدة لخلط الأوراق، ولإطالة أمد الحرب، ولإدخال تعقيدات جديدة على محاورها وساحاتها، إفساحاً في المجال أمام معسكر العدوان لإعداد منصات هجومية جديدة.‏

تحالفُ الشر الأميركي - الصهيوني، بمُلحقاته كلها، لا يمكن له التهرب من الاستحقاقات المفروضة، خصوصاً بعد الإنجازات والتطورات الكُبرى الحاصلة، تلك المُتعلقة بميدان شمال حماة - جنوب إدلب، وتلك التي حققتها المقاومة الوطنية اللبنانية بافتتاح ساحات عمل جديدة ضد العدو الصهيوني بعد عملية (أفيفيم) النوعية الرادعة، ولا تقل أهمية الاستحقاقات التي يَفرضها الجانب الإيراني على الأوروبيين، وأميركا.‏

الانتصارُ السوري سيُستكمل ويَتواصل باتجاه الاستعادة الكاملة لمحافظة إدلب، ودحر الإرهابيين عنها، ودائماً لتَجد واشنطن ذاتها مَحشورة في التنف وأمام حتمية حزم حقائب الرحيل كخيار وحيد، بينما جعلت المقاومة الوطنية اللبنانية العدو الصهيوني يعيش هيستيريا الأسئلة الصعبة المطروحة بعد أن أرست قواعد اشتباك جديدة، فيما تُبقي الطروحات الإيرانية القوية في مواجهة أميركا الوضع مُعلقاً بين خياري التزام أوروبا بما يَنطوي عليه من إظهار علني لعُزلة واشنطن، أو العودة للمُربع الأول، فخطوة طهران الثالثة جاهزة، وستُعلن ربما قبل التاسع من الشهر الجاري.. فما من مناطق آمنة للصهياينة، لا للعثمانيين، ولا للأميركيين، لتعبث فيها إلا بمخيلة المراهقين الحمقى من أمثال ترامب، نتنياهو، أردوغان!.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية