|
حدث وتعليق فبدأ يعد العدة لآستنة القادم بعد أيام لإيجاد مخرج لما تبقى من إرهابييه في خفض التصعيد. أردوغان الذي انتهك كل ما تم التوافق عليه سابقا يروج لسيناريو تضليلي جديد، يتمثل بإبداء النية نحو التخلص من تنظيم «النصرة» الإرهابي، بهدف إقناع الضامنين الروسي والإيراني على إعطاء مهلة أطول لوقف إطلاق النار في «خفض التصعيد»، ليس من أجل العمل على إيجاد مخرج سياسي يعيد إدلب إلى حاضنة الدولة السورية، وإنما لاستغلال هذه المهلة في إعادة ترميم صفوف إرهابييه، كما حصل في المرات السابقة، أو على أقل تقدير إعادة تدوير ذاك التنظيم تحت لبوس إرهابي جديد، وما يؤكد هذا الأمر أن نظام أردوغان لم يظهر حتى الآن أي نية جدية بالتوقف عن دعم التنظيمات الإرهابية، وإنهاء الأزمة، وإنما العمل على إطالتها وفقاً لمشيئة المشغل الأميركي الذي يوظف أدواته الإقليمية والغربية والمستعربة من أجل إبقاء سورية في دوامة الإرهاب والفوضى، وتأخير موعد استعادة عافيتها بشكل كامل، حتى يتسنى له ترتيب خارطة المنطقة ككل بما يخدم أمن الكيان الصهيوني. من المفارقات الهزلية أن نظام أردوغان يدعو اليوم إلى ضرورة تطبيق اتفاق سوتشي، وهو الذي مزق كل حرف من تفاصيله وجزئياته، ويدعو أيضاً للحفاظ على حياة المدنيين، وهو لا ينفك عن إعطاء الأوامر تلو الأخرى لمرتزقته على الأرض كي يكثفوا من هجماتهم الإرهابية على الأحياء السكنية المحيطة «بخفض التصعيد» قبل أن يضع الجيش العربي السوري حداً لها بتحرير العديد من القرى والمناطق بريفي حماة وإدلب، ويدعي كذلك بضرورة الحفاظ على سيادة سورية ووحدة أراضيها، وأن ليس لديه أي أطماع، ولكنه ينسق مع الأميركي على كيفية تثبيت وجودهما الاحتلالي في الجزيرة السورية، ولا يزال يحتل عفرين ومنبج ومناطق كثيرة بريف حلب من خلال إرهابييه الموجودين على الأرض، ولكنه لم يدرك حتى الآن بأن قواته المحتلة ستجبر على الاندحار قريباً، وأن كل جرائمه السابقة بحق السوريين، وما خطط له من سيناريوهات عدوانية وتقسيمية ستكون نتائجها هباء منثورا، فالكلمة الفصل في النهاية هي للدولة السورية، وجيشها البطل الذي سيعيد كل شبر أرض، بالقوة العسكرية، أو عبر التفاوض والسياسة. |
|