تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


هل الحنين للوطن مرض.. يشفى بعد حين

مجتمع
الأحد 3 -1-2016
أيدا المولي

الأضواء تلمع هنا وهناك على التلال البعيدة تصدح أصوات وتحتفل وتغني. أطفال تلعب تضحك وتمرح وتأتي بلباس جديد بالعيد.. ولكل عيد لباس يجعلنا نفرح بالجديد الذي يتفاءل بأيام قادمة حلوة.. بعد أيام قليلة بداية عام قادم ,

دول العالم ترشي العام الجديد وتضيء له الشموع وتسير بابا نويل في الطرقات وتوزع الهدايا وتلون الثياب بالأحمر والأبيض ونحن لن نصنع للعام الجديد شيئا , ولن نخفي أننا سوف نحسد هؤلاء على فرحتهم ولن يكون الأحمر لوننا الأجمل ولن نشعل شموعا وسوف نحسد كل أولئك الفرحين ونحسد الأضواء المشتعلة في الساحات وقمم الجبال ونتذكر قاسيون ونوافير المياه ونتذكر بردى , وشوارع دمشق وحلب وحمص وكل شارع يقول: انا في سورية فلا تنسوني مع بداية العام ولا تبهركم أضواء المدن الكبرى.‏

كانت كل المأكولات الطيبة تتواجد على طاولة الطعام وتجتمع العائلة وكل مسافر لابد أن يحضر لمة العائلة , لماذا نحتفل بمرور عام ؟ أو لماذا نحتفل ببداية عام ؟؟ ليس مهماً أن نعرف ولكن كان هناك أشياء طيبة بطيبة الأمهات.‏

سنوات مرت ليست من عمر الوطن وليست محسوبة من أعمارنا مرت خمس سنوات ،أطفالنا كبروا بالمعونات الخيرية وبأدوية الميسوريين .. خمس سنوات كثر فيها اليتامى والجياع. لم يمر الفرح على سورية.. نحن لم نكن نريد الفرح الأكبر. ولم نكن نريد سيارات فارهة ولا قصرا تلمع في زواياه الجواهر المسروقة من قوت الفقراء. ولم يكن الكيوي والكستناء على موائدنا , كنا نحلم بحياة أفضل .نعم ..‏

لكن أن تنحدر أحلامنا الى أن نتمنى الحياة بكل معنى الكلمة, أن يتمنى كل سوري أن يغادر بيته ويرجع بسلام . أن يتمنى كل سوري أن يموت لأنه «ختير» ,وتتمنى كل امرأة سورية أن لا تتعرض لأي انتهاك أخلاقي , أن لاتكون عرضة للجلد أو الرجم أو لأي عقوبة لم تقرأها بالقانون السوري ولا في دستور الدول الحضارية. كان هذا الوطن وطنا للأحلام , فليهزأ من شاء بهذا, انه وطن الشمس والمطر. وطن يبحر في ظلاله الجبل وينام فيه النخيل واقفا لا تهز أعماقه رياح البعد والنفي.‏

وطني غني وطموح لأن الشباب فيه , والآن يا وطني بدؤوا يستميلون شبابك ليحيا العجوز بدمائهم وليعود فتيا , معتقدين أنهم أفرغوك من طاقة الحياة , لكن هل يعمر الوطن بغير أبنائه؟؟ واذا كان شبابنا قد هاجروا اليوم فسيعودون غدا ولن تسري في دمائهم مايقوله الغرب «في أن الحنين للوطن مرض مثل كل الأمراض يشفى الانسان منه بعد فترة « وليست الأيام القادمة سوف تثبت ذلك لأن التاريخ أثبت ذلك منذ زمن بعيد».‏

سماؤنا سوف تمطر وسيرسم فيها الفنانون فيها أجمل لوحاتهم , سيلونونها بالمائي لأنه لون المطر وستنهمر علينا نحن السوريين دواء وشفاء للقلوب العطشى للفرح.‏

لم نعد نريد عناوين لليباس وسيكون الفرح مهنة السوريين ولو بعد حين.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية