تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الأذيات النفسية

حديث الناس
الأحد 3 -1-2016
فوزي المعلوف

تأذت الحالة النفسية لدى العامة، وجاءت الأذية بنسب متفاوتة بين الأفراد، وفيما كان البوح بهذه الحالة شبه معدوم أضحت على الألسن إثر تداعيات الأعمال الإرهابية السلبية والقائمة منذ خمس سنوات على البلاد.

ويتعامل القسم الأكبر مع الأذية من خلال الاستشارة المقدمة من الأصدقاء، فيما يجد البعض ضالتهم عند الصيادلة، ويتسبب تناول العقاقير الخاطئة إلى تدهور الحالة النفسية بدل تحسنها، ولكن نقص الأطباء الاختصاصيين وغياب أقسام في المشافي ومراكز صحية متخصصة يعمم السلوك الخاطئ.‏

وكشفت إحصاءات وزارة الصحة أن عدد أطباء اختصاص النفسية نحو 60 طبيباً في القطر، وهذا الرقم هزيل في حالات الاستقرار فكيف ووضع البلاد الحالي.!! ومع ذلك مازالت خطوات سد العجز القائم بأهل الاختصاص شبه معدومة.‏

وتخفيف الأذيات الناتجة عن الاعتداءات الإرهابية بمختلف أشكالها ممكن في حال تضافرت جهود القطاعين الرسمي والأهلي، وهذا ينسحب على الارتكاسات على الصحة النفسية وتحديداً هذه الحالة تستدعي جهود الجميع لأنها بالفعل طالت الجميع.‏

وأولى الخطوات المطلوبة دورات مستمرة للكادر التمريضي في المشافي والمراكز الصحية والعيادات المتنقلة والنقاط الطبية، إضافة لتأهيل المثقفين الصحيين وعدم الاستهانة بدور الكوادر الإدارية والفنية في هذا المضمار.‏

وتبرز هنا قدرة الجهات الأهلية على المناورة في تقليص الأذيات وذلك من خلال الجمعيات الأهلية والروابط الطبية والجمعيات المعنية بالشق النفسي، وإن تباطأت الخطوات حتى الآن، فإن واقع الحال يستدعي عدم التريث وضرورة تنسيق الجهود.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية