تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


إسرائيل القادمة...

نقش سياسي
الأربعاء 10-6-2015
أسعد عبود

بين طيات الأخبار التي يدور معظمها حول خراب منطقتنا، يمر خبر مصدره اسرائيل، لا يستقطب كل ذاك الاهتمام من المتابعين والمعلقين.

يقول الخبر: إن اسرائيل تجرب في صحراء النقب ما وصفته بـ«القنابل غير الذكية» ؟! وتشرح: أن غايتها هي دراسة آثارها وطرق مقاومتها كي تتمكن من الدفاع عن نفسها فيما إذا وصلت مثل هذه القنابل إلى الارهاب ؟!.‏

مبدئياً لا يصدق العقل المتتبع لتطور الأحداث، أن اسرائيل تخشى فعلاً من الارهاب وأسلحته... فهو الأقرب لها والجالس إلى جوارها، كي لا نقول: حضنها.‏

طبعاً لا يمكن أن يوحي هذا الكلام إلا بقنابل ذات مستوى نووي، وهي على الأغلب لا تتوفر إلا لدى اسرائيل في منطقتنا. فما هو مصدر الخوف الذي تزعمه إسرائيل والذي فرض عليها تدريبات خاصة في النقب...؟!‏

أولاً – الأكيد أن اسرائيل تـــجرب في النقب قنابل فتاكة جديدة تضيفها إلى ترسانتها العسكرية. لكن... إذا كان الأمر ضمن هذه الحدود... فما الجديد؟! وجود السلاح النووي لدى إسرائيل مؤكد من اسرائيل ومن غيرها وإن كانت لم تعلن ذلك بشكل واضح... وإلى حد كبير لم يعد في العالم وبين العرب تحديداً كثيرون ممن يعترضون على وجود السلاح النووي بكميات كبيرة لديها... المهم ألا يكون لدى أحد من العرب أو لدى إيران أو أي من دول المنطقة إمكانية صناعة السلاح النووي أو حتى الصناعة النووية.‏

ثانياً – حديث اسرائيل المفاجئ عن خشيتها من قنابل غير ذكية لدى الارهابيين، يبرره شيء واحد، هو أن يكون في نيتها تزويدهم بها ؟! ولعله هو ما تدرسه اليوم أولاً... تدرس الآثار المتوقعة لتسليمها هذه القنابل للإرهاب.‏

ثالثاً – تدرس أيضاً ما هو أبعد من ذلك... تدرس سلامتها بعد دمار المنطقة. هي تجد نفسها أمام فرصة تاريخية غير مسبوقة بالمطلق للسيطرة الكاملة على المنطقة مستخدمة الارهاب وبواعث العمل الارهابي الذي لا يهتم بتاريخ أو جغرافية أو أمة أو شعب أو قضية إلا قضية الوصول إلى الجنة... وبعقول كالتيوس يمضون في اجرامهم غير آبهين حتى ولو عرفوا أن اسرائيل ستسخرهم وارهابهم لاستكمال مشروعها القادم.‏

فإلى كل أولئك الجهابذة الذين يتسابقون للتخفيف من العداء للإرهاب ولتسويغ قبوله وتوصيفه تارة بالمدافع عن حقوق طائفة أو دين وتارة بالمعارضة المعتدلة نقول: اسرائيل قادمة ولن تقتصر المعركة على سورية والعراق... وفي الليلة الظلماء ستفقدان كل مصدر لشعاع ضوء.‏

As.abboud@gmail.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية