تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


متورطون حتى النخاع

نافذة على حدث
الثلاثاء 18-9-2012
عبد الحليم سعود

ربما لم نتفاجأ بكمية العنصرية والكراهية والانحطاط التي تضمنها الفيلم الأميركي «براءة المسلمين» لجهة تعمده الإساءة إلى الدين الإسلامي وإلى سيرة وشخص نبينا الكريم محمد (ص) لأننا تعودنا على خروج مثل هذه النقائص والموبقات من هؤلاء القوم الحاقدين على كل ما هو عربي أو مسلم،

إلا أنه كان مفاجئا لدرجة الصدمة أن ينبري بعض المتأسلمين المأجورين للدفاع عن الحكومة الأميركية ومنحها البراءة من هذه الجريمة النكراء بحق أقدس مقدسات العرب والمسلمين، ما يؤكد وجهة النظر القائلة بأن أدعياء وتجار الدين العاملين في بلاط آل سعود وآل ثاني متورطون حتى النخاع بكل ما يساهم بإلحاق الأذى والإساءة والضرر بالإسلام والمسلمين حول العالم.‏‏

المفارقة الكبرى هي أن أغلب المسلمين انتفضوا في معظم بقاع الدنيا نصرة لحبيبهم ونبيهم المصطفى، وغضبا واحتجاجا على هذه الإساءة الأميركية التي لا يمكن تبريرها، في حين صمت «خادم» الحرمين الشريفين ومشايخ بلاطه صمت القبور، وتكفل القرضاوي «داعية آل ثاني» بالدفاع عن أسياده في واشنطن وتل أبيب كاشفا هذا الأخير عن غيرته العمياء على السفارات الأميركية التي تعرضت للهجوم وعدم اكتراثه بمشاعر وعواطف أكثر من مليار مسلم يدعي زورا ونفاقا أنه رئيس هيئة علمائهم..!!‏‏

كل هذه الأحداث والتطورات تثبت أن هؤلاء مجرد عبء ثقيل على الإسلام والمسلمين، ولا نبالغ إذا قلنا بأنهم ساهموا بأفكارهم المتطرفة ودعواتهم المشبوهة وفتاويهم المنحرفة بتشويه صورة الإسلام في الغرب وتشجيع بعض الموتورين والحاقدين على الإساءة للدين الإسلامي وبعض رموزه المقدسة.‏‏

لا شك أن هذا الفيلم المسيء والسيء والمنحط بكل المقاييس والمعايير والتصنيفات كان له جانب إيجابي وحيد، حيث ساهم بإسقاط جميع الأقنعة التي حاولت أميركا ارتداءها في الآونة الأخيرة، وأوقعها في فخ نفاقها ودجلها تجاه مسائل ما يسمى «الربيع العربي»، وعرّى القيم التي شكّلت أساس تفوقها وهيمنتها على الشعوب الأخرى، وأسقط في نفس الوقت أدوات أميركا وحلفائها من المستعربين في فخ خيانتهم لدينهم وشعوبهم، وفضح عمالتهم لأميركا وللصهيونية، فلا هم عرب لكي ينتصروا لعروبتهم وقوميتهم المهددة، ولا هم مسلمون لكي يغاروا على دينهم ونبيهم اللذين يتعرضان للإساءة والتجريح، فبأي شرعية يحكمون شعوبا عربية وإسلامية..؟!!‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية