تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الأشعة السينية تكشف عن أضرار في لوحة ل «فان كوخ»

فضاءات ثقافية
الثلاثاء 18-9-2012
اشتهرت لوحة «فان كوخ» (زهور في مزهرية زرقاء) وذاع صيتها، وهي التي مثلت مشهداً فريداً من نوعه. حيث استطاع الرسام العالمي أن يوزع الألوان بطريقة مدهشة، جعلت من اللوحة تحفة رائعة.

الجديد في الأمر أن هذه اللوحة بدأت ألوانها تختلف، عندما شخص باحثون آثاراً كيماوية، لم تسبق رؤيتها، تترك تأثيراً معتماً على ألوان اللوحة الصفراء النابضة بالحياة.‏

وتبدو كأنها طلاء «ورنيش» أضيف لاحقاً إلى العمل لحمايته، وهي في الحقيقة تحيل اللون الأصفر إلى لون برتقالي مغبر «مختلط بالرمادي».‏

وقد وجدت دراسة اعتمدت استخدام الأشعة السينية عالية الشدة «الكثافة»، نشرت في دورية الكيمياء التحللية، أن مركبات تدعى الأوكزالات كانت السبب في ذلك. بيد أن ذرات من اللون الأصلي وجدت في الطلاء المضاف، والتي قد تكون بقيت في مكانها، ولم يمحها الطلاء الجديد.‏

وليست تلك المرة الأولى التي يتم فيها فحص اللون الأصفر اللامع في لوحات فان كوخ بالأشعة السينية.‏

ففي عام 2011 نشر مقال في الدورية ذاتها لفريق بحثي من جامعة أنتويرب برئاسة كوين يانسينس أشار إلى أن الصبغة الأثيرة لدى فان كوخ، وتسمى الأصفر الكرومي، تتدهور عند وجود صبغات أخرى تحتوي على مادة الكروم الكيماوية.‏

وبدأت الدراسة الجديدة أثناء عملية معالجة لصيانة اللوحة عام 2009، عندما اكتشف القائمون بأعمال الصيانة أن اللون الأصفر في زهور لوحة «زهور في مزهرية زرقاء»- وقد كان هذه المرة من صبغة تدعى «الأصفر الكادميومي» «من معدن الكادميوم»- قد تحول إلى الرمادي وظهرت فيه تشققات. وعادة ما يشحب اللون الأصفر الكادميومي ويصبح أقل إشراقاً بمرور الزمن بشكل طبيعي.‏

لذا قام الفريق البحثي بأخذ عينات صغيرة جداً من العمل الفني ثانية وأرسلوها إلى أكبر مراكز التحليل بالأشعة السينية في أوروبا وهي إي إس آر إف في فرنسا، وديزي في ألمانيا.‏

واستخدم المركزان معجلات ضخمة للجسيمات لتسريع الالكترونات، لتندفع أشبه بالرذاذ أمام الأشعة السينية بينما هي تدور حول المعجلات.‏

لم يكن الهدف من هذا الاختبار مجرد تحديد ماهية مكونات العينات من ذرات وجزيئات فحسب، بل وتحديد التركيبات الدقيقة في السطح البيني بين الطلاء الأصلي والطلاء المضاف «الورنيش».‏

وفي هذه اللحظة صُدم فريق البحث بالعثور على أن مركب «أوكزالات الكادميوم»، كان السبب في شحوب اللون إلى البرتقالي المغبر «الرمادي».‏

وقال الدكتور يانسينس: كانت طبقة التماس بين الورنيش والطلاء التي وجد فيها مركب «أوكزالات الكادميوم» بسمك مايكرومتر واحد.‏

وتوجد الأوكزالات عادة في أعمال فنية أكثر قدماً بالاشتراك مع صبغات أخرى مختلفة. وهذه هي المرة الأولى التي يرصد فيها أن الكادميوم يشكل «أوكزالات» في الطلاء «الورنيش» الذي أضيف كإجراء لحماية اللوحة في وقت لاحق.‏

ويقول الدكتور يانسينس: «إن فان كوخ لم يكن يحب استخدام الورنيش لصقل لوحاته، فهو يحبها أن تكون، لنقل، خشنة». وأضاف: «بيد أنه بعد وفاته، وجدت هذه اللوحات طريقها إلى سوق الفن، ودخلت ضمن مجموعات فنية خاصة أو عامة، وهنا سيقول من يقومون بأعمال الصيانة إننا سنطليها بالورنيش لأننا نعمل ذلك لكل اللوحات».‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية