تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


عنــــدما يتعلـــــق الأمــــر بســــــورية .. وكالة رويترز تحرف القول وتغفل التصحيح مغلبة الهوى السياسي على الأصول المهنية

دمشق
سانا
الصفحة الاولى
الثلاثاء 18-9-2012
ان غفرت الحقيقة لتلامذة الصحافة ومحدثي نعمة الاعلام من أعراب الشبهة وظلالهم القصيرة وهم يخذلونها ويتجنون عليها فانها بالتأكيد لن تفعل ذلك مع من يزعمون انهم اصحاب مدارس اعلامية عريقة مثل وكالة رويترز للانباء.

الوكالة العالمية حسب التصنيف الدولي تناقلت امس خبرا يفيد بأن محققي الامم المتحدة في قضايا حقوق الانسان طلبوا احالة انتهاكات حقوق الانسان في سورية الى محكمة الجنايات الدولية ولا شيء يمنع من نقل الخبر ان كان المحققون قالوا ذلك فعلا لكنهم لم يفعلوا وهنا بدأت القصة.‏

رويترز حرفت القول وتجاهلت التصحيح لتغدو جريمتها الاعلامية مضاعفة فهي نقلت في البداية خبرا محرفا وعندما توضح اللبس على فرض حسن النية فانها لم تصحح كعادتها في نشر الكثير من الاعادات المصححة.‏

الشريك المنافس للوكالة في تقاسم السوق الاعلامية الدولية متمثلا بوكالة الصحافة الفرنسية بثت الخبر مثل رويترز ولكنها ما لبثت ان اصدرت مذكرة الغاء تخص ذات الخبر والسبب حسب الوكالة ان المحققين لم يقولوا ذلك.‏

وهنا نورد نص خبر الالغاء على الوكالة الفرنسية كما جاء الغاء.. محققو الامم المتحدة يوصون مجلس الامن باحالة ملف الانتهاكات في سورية الى المحكمة الجنائية.. انتباه الغاء .. هذا القسم من الكلمة لانه لم يرد في الخطاب الذي القي امام مجلس حقوق الانسان انتهى الاقتباس وتوضحت الصورة .‏

ما الغته ا ف ب احتراما لاصول العمل الصحفي واصلت رويترز تأكيده في تقاريرها ومحصلاتها دون احترام لعقول مستقبلي اخبارها الذين لاشك في انهم اطلعوا على ما بثته شقيقتها ودون تاكيد ايضا لنصها بعد ان تطاولت اليه الشبهات.‏

ويرى مراقبون ان الاصول تخترق فقط عندما يتعلق الامر بسورية لان المطلوب بالحقيقة اختراق سورية فالوكالة الدولية باتت ناطقة باسم السياسة الغربية وهذا ما تؤكده تغطيتها للازمة في سورية من اصطناع المصادر بصورة مكشوفة من قبيل قال السكان المحليون ..وروى فارون من مناطق الاشتباكات.. وتحدث ابو فلان .. وقالت ام فلان ..واكدت فلانة دون اسم واضح او كنية او صفة وكلها بدع اعلامية مفضوحة تلجأ اليها وسائل الاعلام الصغرى قليلة الخبرة التي لا تستطيع تحمل تكاليف ارسال المراسلين المعتمدين لملء مكان المصدر في الخبر كاساس مهني لا يمكن تجاوزه.‏

الوكالة التي يقال انها دولية طالما حرصت على المبالغة في تغطية الازمة في سورية والتهويل واعتماد الارقام التي تجدها مرمية على مواقع التواصل الاجتماعي دون اي تدقيق ودون ان تسأل نفسها كيف تسنى لمن نشرها احصاء كل هذا الكم من القتلى والجرحى والدمار ومع ذلك بقي امنا ويستطيع ايضا التواصل عبر الشبكة التي يقول هو نفسه في غالب الاحيان انها مقطوعة والاغرب من ذلك ان الوكالة اعتادت عندما لا تجد من المعلومات التضليلية ما يشبع رغبتها في التهويل والاساءة لسورية والتحريض ضدها ان تلجأ لبدعة تختص بها وهي صيغة سورية ..توقع عمليات قتالية عنيفة في محافظة كذا .. الاردن ..ترقب لعمليات نزوح شديدة من الجانب السوري ..توقع اعمال عنف ومواجهات وعمليات امنية واسعة في جمعة كذا.‏

ورغم ان رويترز لم تنفرد في حصرية تحريف كلام المحققين وتقريرهم حيث شاركتها في ذلك قنوات اعلامية طالما عرفت انها شريكة في سفك الدم السوري مثل الجزيرة والعربية وخلفها اقزام كثر من فضائيات الفتنة الوهابية التكفيرية التي زادت سمنة بما امتصته من مال نفطي خلال الازمة السورية واكثرت من الارغاء والازباد دون ان تدري الى اين او من اين ..الا ان المراقبين للمشهد الاعلامي لا يعيرون اهتماما لما يقدمه هذا النوع من الفقاعات الاعلامية التي تشبه الكثير من الفقاعات في قطاعات اخرى افرزتها الطفرة المالية النفطية ولم تكن نتيجة تراكم ثقافي ومعرفي ومهني او نبعت عن ضرورة اجتماعية بقدر ما كانت متعالية على مجتمعها تغيب عن قضاياه وتحمله قضايا غيره من خلال سلطة الصورة التي ملات الفضاء دون هدف.‏

وفي المحصلة سينسى شيوخ الكار الصحفي ما فعله صبيان المهنة الا انهم سيسجلون في ارشيف الصحافة ان وكالة رويترز ضحت بمصداقيتها وحرفت الاقوال عندما اقتضت السياسة ذلك ولن يكون بمقدورها الحديث عن الاحتراف والدقة والمهنية بعد ان تجاهلت النص وعمدت الى التفسير حالها حال مبتدئي حرفة الصحافة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية