|
عن : Mondilisation .ca بالطبع ,هؤلاء ال 12% ينظرون للنسبة الساحقة من سكان العالم نظرة فوقية , كلها ازدراء واحتقارلأن الرصيد المادي والأخلاقي للغرب الاستعماري يرتكز على حب السيطرة على العالم بالقوة العسكرية . اليوم ,وفي خضم الأزمات المالية العالمية التي تعصف بالغرب , ربما صار حلم الخلاص من هيمنة الإمبريالية حقيقة ولا سيما مع ظهور مجموعة بريكس وتحولها شيئاً فشيئاً إلى قوة صاعدة عالمياً لها دورها في إدارة قضايا العالم , نعم ربما اصبح الحلم بمتناول أيدينا ونحن نرى المؤتمرالرابع لدول المجموعة والذي عقد في نيودلهي مؤخراً يشدد على عالم أكثر توازناً , تؤخذ بالاعتبار فيه مصالح الدول النامية . لقد تعمدت وسائل الإعلام الغربية تجاهل المؤتمر , فالغرب حكومات وإعلاماً يتعامل بشكل دوني مع البلدان النامية إلا إذا كان يحتاجها لإنقاذ اقتصاده المترنح وكذلك لتقليص العجز القياسي في الميزانية الأمريكية , واليوم , تعد الصين صاحبة أكبر احتياطي نقدي في العالم ( 3200) مليار دولار , أما روسيا (514) ملياراً والبرازيل ( 350) ملياراً والهند أكثر من ( 320) ملياردولار. تمثل دول بريكس ربع سطح الأرض , إضافة ل40% من سكان العالم . وفي عام 2008حققت دول بريكس صاحبة الاقتصادات الناشئة, ما نسبته 14% من الناتج المحلي العالمي . وبعد انضمام جنوب افريقيا إلى المجموعة عام 2011 ارتفع الحجم الاقتصادي إلى ( 70011) مليار دولار , والناتج المحلي بلغ (18,5) من الناتج العالمي عام 2010 وهذا الرقم يتجاوز (27,7) % إن قيس من حيث القوة الشرائية. في الواقع , إن الفجوة الاقتصادية بين بلدان مجموعة بريكس وبلدان مجموعة ال(8) بدأت تتقلص تدريجياً, فباستثناء روسيا ,تمثل باقي دول مجموعة ال(8) : كندا, فرنسا,بريطانيا,المانيا,ايطاليا,اليابان والولايات المتحدة حوالي (38,3)%من الناتج المحلي العالمي ,وسوف تضيق هذه الفجوة أكثر في السنوات القادمة مع ازدياد معاناة الدول المذكورة من الصعوبات الاقتصادية التي تواجهها وكذلك مع التقدم القوي لبلدان بريكس ذات الإمكانات الاقتصادية الهائلة و المرشحة لأن تكون القطب الاقتصادي العالمي الجديد ,وبالتالي وفق المصطلح الجيوسياسي هذا يعني تعاوناً أكبر بين بلدان الجنوب وتطوير ديناميات الاقتصاد العالمي لقد أفرزت الأزمة الاقتصادية العالمية قيام مجموعة بريكس كمصدر أساسي للاستقرارالاقتصادي الدولي وهاهي اليوم أوربا تستنجد بالصين لمساعدتها على الخروج من أزمتها الخانقة وبالتأكيد فإن مجموعة بريكس (أكثر من 4000 مليار دولار احتياطي نقدي أجنبي) قادرة على دعم أوربا وبشكل فعال .ومن المعلوم أن لروسيا والصين وجنوب أفريقيا والهند والبرازيل إسهامات كبيرة في صندوق النقد الدولي كما ان لها علاقات تجارية واسعة مع أوربا . وبعيداً عن التجارة والاقتصاد والإصلاح الحكومي تناولت القمة ايضاً مسائل الأمن الدولي والإرهاب و التغير المناخي والأمن الغذائي والطاقة وبهدف التحرر من سيطرة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي تم الاتفاق على إ نشاء بنك التنمية لبلدان الجنوب والمخصص لتمويل مشاريع البنى التحتية والتطوير العلمي في البلدان النامية وتقديم قروض للدول الفقيرة في المنطقة . بريكس وبعد سياسي واقتصادي أكبر: بينما تسعى كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي في سبيل انعاش اقتصادهما المتدهور فإن بلدان مجموعة بريكس تظهر قوة متزايدة مما سيتيح لها ان تكون قاطرة العالم الجديدة بحلول العام 2050 كما أن اتساع نشاطها يشكل تحدياً للحصار الامريكي والأوربي المفروض على ايران وخصوصاً بعد قرارالقمة مضاعفة نشاطها التجاري مع طهران التي تزود الهند والصين بالنفط وزيادة حجم التبادل التجاري فيما بينها من (280)مليار دولار إلى (500) مليار دولار بحدود عام 2015. من الأشياء الملفتة أيضاً اتفاق الهند وروسيا على استخدام العملتين الخاصتين بهما لتغطية المبادلات التجارية الثنائية ولثلاث سنوات لتجنب التبعية للدولار وللمرة الأولى ,خصص قادة دول بريكس جزءاً من اجتماعاتهم لبحث المسائل المتعلقة بالسياسة الدولية , فالوضع في سورية كان مناسبة للقوتين اللتين تمتلكان حق الفيتو في مجلس الأمن ( روسيا ـ الصين) للدعوة إلى احترام سيادة الدول ورفض أي تدخل عسكري . بريكس اليوم ليست مجموعة دول أو اتحاد اقتصادات ناشئة ذات ديناميكية بل هي اجتماع القارات الثلاث آسيا وافريقيا وأمريكا الجنوبية , إنها نقل مركز الثقل الاقتصادي العالمي من أوربا وأمريكا إلى بلدان الجنوب. بقلم : شمس الدين شيطور |
|