|
فضائيات
الصورة الكبيرة المكررة والمركّز عليها وعمليات اللعب والمعالجة في سبيل الإثارة تحت مهمة واحدة هو صياغة الصورة لتقديمها للمشاهد في سبيل تحقيق هدف واحد يخدم عمليّة نفسيّة مهمة جداً تساعد في قولبة سلوك هذا المشاهد وصولاً إلى نقصان المعالجة الفكرية له (للمشاهد) واضمحلال المعالجة الصحيحة والوقوع في الخداع لأن العين هي الوسيلة الكسولة عند الإنسان وما تألفه العين تصدقه الآليات النفسية داخلياً ويعالجه العقل على هذا الأساس!. ربما أن ما حدث خلال الأشهر الأولى من العام الماضي في سورية جعلنا نقف مصدومين أمام ماعرضته تلك الوسائل العفنة المخصصة لتلك الحرب الخبيثة وهذا يندرج تحت شعار الإعلام الكاذب البعيد كل البعد عن الحقيقة. وأنا إذ أتحدث هنا عن الإعلام الكاذب فإنني لا أتجنى على أحد ولا أريد أن أغيّر المفاهيم لدى البعض بل أريد لمن لا زال يراهن على مهنية تلك الفضائيات التي باتت في الوحل أن يزيل الغشاوة عن عينيه ويقارن بين ما هو حقيقي وما هو كاذب.. وبمعنى آخر أن ينحاز للإعلام الذي يعطيه سبعين في المئة من الأخبار الحقيقية ويخفي ثلاثين لأسبابه الخاصة بدلاً من أن يتابع من يقدم له تسعين في المئة من الأخبار الكاذبة والملفقة ويدس بينها عشرة في المئة أحياناً من الحقيقة ويحتج على ذلك بضيق الوقت!! لن أطيل الحديث عن تلك المحطات الكاذبة الشريكة في سفك الدم العربي السوري الشريف التي بات الكبير والصغير يعرفها بشكل جيد بل سأتحدث عن وسائل الإعلام العربية السورية المسموعة والمقروءة والمرئية التي كانت على مستوى الحدث ولو بشكل تدريجي إذ هبّت تلك المحطات لدحض تلك الأكاذيب وفضح المؤامرة فكانت الحوارات واللقاءات ونزلت الكاميرا إلى الشوارع في أكثر من مدينة والتقت مع المواطنين وصوّرت ووثّقت الآثار الإجرامية للعصابات القذرة التي تبرهن على أن ما تقوم بعرضه قنوات الفتنة والدم ما هو إلاّ ارتهانٌ للخارج ورضوخ ذليل تحت نير المال لإنجاح مخططاتهم اللعينة.. وفي هذا الإطار كانت لقاءات التلفزيون العربي السوري وبقية المحطات السورية الرسمية والخاصة ومن ضمنها مع الإعلامي المتميز رفيق لطف الغني عن التعريف لأن ما يقوم به من جهد وما يقدمه لنا بين الحين والآخر يقوي معنوياتنا ويجعلنا أقدر على المواجهة إذ نتبين الغث من الثمين والحقيقة من الكذب الذي حبله قصير. وأعتقد أن العديد من أبناء الوطن قد تابعوه في حلقات عديدة جاءت كالصاعقة على أولئك الصغار الذين نفخوهم حتى ظنّوا أنّ كروشهم تحمل ذكاءً وعلماً وخبرة ولكن على ما يبدو فإن تلك الكروش قد ملئت حقداً وكراهية وصبّ ما كان فيها داخل رؤوس أولئك الخرافين ! يبقى القلم عاجزاً مهما تحدثنا عن الجهد المبذول من قبل الشرفاء في هذا الوطن وعلى أكثر من صعيد.. أولئك الذين أقسموا على أن يسحقوا المؤامرة في مهدها ويحطموا رأس كل من يعتدي على حدود الوطن .. أولئك الأبطال الذين لن نحيط بحجم جهودهم مهما بحثنا وكتبنا .. نعم يستحقون منّا كل المحبة والتكريم والدعاء؟! |
|