تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


محاضــرة... ســورية مهـد الحضـارات.. وأم الأبجديـة

ثقافة
الأربعاء 25-4-2012
فاتن دعبول

لا تزال سورية رغم مرور الزمن تحتل مرتبة الصدارة في كونها مهد الحضارات ومبعث الأديان...

وهي بعد ذلك تصنف كأغنى بقاع العالم بعدد المواقع الأثرية وأشهرها لناحية المعطيات الأثرية،‏

وقد ساهم موقعها الجغرافي في استقرار الإنسان فيها منذ ملايين السنين، وكان ذلك على مواقع الأنهار الكبرى «الكبير الشمالي، العاصي، الفرات، وحوضة البادية التدمرية»...‏

تحت عنوان «سورية مهد الحضارات ومبعث الأديان» وبدعوة من جمعية الإحياء العربي، قدم د. بسام جاموس، مدير الآثار والمتاحف، محاضرته التي سلط الضوء من خلالها على أهم الاكتشافات الأثرية في سورية والمشاريع التي توثق لذلك... يقول:‏

طائر النسر السوري... الوثيقة الأقدم‏

سكن الإنسان سورية منذ مليون عام خلت، وتم العثور على أقدم الفؤوس الحجرية في قرية ست مرخو الواقعة شمال مدينة اللاذقية على بعد 14 كم، وتعتبر هذه الأدوات أقدم ما عثر عليه خارج القارة الإفريقية، كما تم العثور على أرضيتي سكن في موقعي اللطامنة والقرماشة على حوض العاصي وكذلك تابع الإنسان استقراره بسبب توفر المناخ البيئي الطبيعي وكافة مستلزمات الحياة وهذا ما أعطى أهمية للمواقع السورية.‏

كما تم العثور على هيكلين عظميين لطفلين في موقع كهف الديدرية في وادي عفرين في ريف حلب لإنسان النياندرتال، وتعود أهمية هذا الاكتشاف لأن أحد هذه الهياكل هو الأقدم والأكمل في العالم وأجاب على الكثير من التساؤلات ومصيره وعلاقته بالإنسان الحالي. وفي مرحلة الألف الثامن قبل الميلاد دخلت منطقة بلاد الشام مرحلة التطورات الحضارية حيث حدثت الثورة الزراعية الأولى في العالم والتي انطلقت من موقع المريبط في الفرات الأوسط وانتقل الإنسان من صياد لاقط إلى منتج مستهلك أي تحول إلى الزراعة والتدجين وهنا تشكلت القرى الأولى من المريبط والجرف الأحمر والعبر وجعدة المغارة وحالولة وبقرص وأبو هريرة وتل أسود ثم أوغاريت، وبنيت المساكن الدائرية والمربعة وتم تصنيع رؤوس السهام وأدوات الطحن والأهم من ذلك تصنيع لوحات حجرية فنية عليها رموز وإشارات رمزية تصويرية أكدت على بدايات لغة التعارف، ومن أشهر اللوحات المكتشفة «لوحة طائر النسر السوري» ملك العقبان وهي أقدم وثيقة في العالم تؤكد أن هذا الطائر كان يعيش في سورية وهو شعار الجمهورية العربية السورية، إضافة إلى لوحة العد الأولى لمجموعة من الثيران وتعود إلى عشرة آلاف عام خلت، كما تم العثور على الكثير من أرضيات السكن الملونة إضافة إلى العثور على جماجم مقولبة وملونة في موقع تل أسود في غوطة دمشق تدل على ممارسة طقوس شعائرية واجتماعية، ثم تطورت القرية إلى مدينة فتشكلت الممالك الأولى منها ماري وإيبلا وأوغاريت وقطنا وتل بيدر، ولولا أرشيف ماري وإيبلا لما تعرفنا على التاريخ السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي لمنطقتي بلاد الرافدين وبلاد الشام وتعتبر مكتبتا إيبلا وماري من أغنى المكتبات في العالم وبلغ عدد أرشيف ماري 17 ألف رقيم، وأرشيف إيبلا 20 ألف رقيم عمقوا معارفنا بأسماء الملوك وعلاقاتهم الدبلوماسية والحركة التجارية وأسماء المناطق الجغرافية والمكانية....‏

مشاريع.. ننتظرها‏

أجمل الهدايا الحضارية التي جعلت من سورية مهداً للحضارة هي الثورة الزراعية والأرشيفات الملكية الكتابية والأبجدية والمقطوعة الموسيقية والتعرفة الجمركية والعمارة المسيحية والإسلامية وخاصة دير سمعان ومارمارون وكنيسة حنانيا ودير الراهب بحيرا في بصرى وطريق بولس الرسول وجامع مبرق الناقة والجامع الأموي ومدينة هارون الرشيد والقلاع والمسارح إضافة إلى المدن الشهيرة ومنها تدمر أفاميا، بصرى اللاذقية وغيرها من المواقع الهامة.‏

لذلك أطلق العلماء على سورية بأنها مهد الحضارات ومبعث الديانات وركزت المحاضرة على مشروع وحدة تطوير المتاحف والمواقع الأثرية والهدف منها ربط المجتمع المحلي بالتراث، تنفيذ مشروع إدارة المواقع الأثرية، مشروع تنمية الكوادر البشرية، مشروع التوثيق الالكتروني للقطع الأثرية، مشروع توثيق المدن الأثرية، مشروع قصص الحضارة السورية منها قصة النار والكتابة وصناعة الفخار.....، كذلك مشروع تعديل قانون الآثار.‏

هذه هي سورية التي وصفت بأنها جنة العلماء.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية