|
كتب لؤي لو بقيت أفكاره في رأسه، ولم يستعمل يده كأداةٍ وَزَنَ , وتَحسَّس, وقاسَ, وكالَ, وفرشَ بها لوناً بارداً ولوناً حاراً ؛ لما كنَّا ذهبنا إلى معرضه واشترينا لوحة له على حساب طعامنا وشرابنا وملبسنا. أنا أستغرب كيف لأصابعٍ مثل أصابع لؤي كيالي وعلى هذا القدر من الحساسية والذكاء والشاعرية ولا تُثَمَّن، ولا تكون رأسمالاً، جزءاً من رأسمالنا الثقافي في (بنكنا) في المصرف القومي للثقافة العربية، لماذا لا تعتزُّ الثقافة العربية به، كذلك بجواد سليم, ومحمود مختار, وسامي محمد, وفاتح المدرس, ووحيد استانبولي, ووجيه نحلة, وخالد الجادر, ورفيق شرف, ونذير نبعة 000وآخرين؟. أوروبا (صرعتنا) بسيزان وبفان غوغ ورامبرانت وبيكاسو وأنجلو ورافائيل !! وكأنَّ أصابعَ - أصابعَ أيديهم متميِّزة عن أصابع أيدي فنانينا، أصابعهم تشتغل بالتحسُّس وعلى رأسها، رأسِ كلِّ إصبعٍ (رادارات) ترى, وتسمع, وتشمُّ, وتتذَّوق, وتتلمَّس ومن ثمَّ ترسم !!. بينما أصابعنا؛ أصابعُ فنانينا تمسك بالفرشاة وكالإنسان الآلي تدهِّن مساحة اللوحة!!!? .إنَّ أصابعنا وأصابعهم ترسمُ المستقبل، ترسم الحلم، ترسم الجمال، فالإبداع-العبقرية- شرطُ حياة الإنسان، ومن دونه ومهما كانت قوميته لا يمكن أن نمارس إنسانيتنا وإلا تحوَّلنا إلى وحوش0 العبقرية تعقلن الحياة, تروِّض الوحوش الكاسرة التي في داخلنا كي نتآلف، فالكيالي مثله مثل فان غوغ، أنا أراه عربياً ولأنَّه ابن قوميتي أهم من غوغ، هذا حقي مثلما هو حق الأوروبي في أن يعتبر غوغ أهم من الكيالي، بل قد يتساءل الأوروبي الذي اشترى لوحة الكيالي في مزادٍ بمدينة «لندن» بما قيمته بالليرات السورية أكثر من (مليوني ليرة) من يكون هذا الكيالي؟؟. هذا الإحساسُ بالتميُّز وحتى التفوُّق حقٌّ إنساني، والسؤال في مثل هذه الحالة من يكون الكيالي؟ ومن يكون فان غوغ؟ … هو سؤال مشروع، لأنَّه سؤالٌ عن أهمية العبقرية، أهمية الأصابع، سؤالٌ يسعى للكشف عن قيمة العقل العبقري عندهم وكذلك عندنا، لأنَّه يريد أن يتوِّج ? يضع تاجاً، إكليلاً من الغار على رأس حدس هذا الفنان. |
|