|
ذكريات في الفن وبمعرفة غير علمية أي باجتهاد شخصي من الحلاق الذي كان إلى حد ما يمثل طبيب الأسرة بالإضافةإلى حلاقها، غير أن أواخر القرن قبل الماضي شهد عودة بعض ممثلي فرقة القباني التي سافرت إلى شيكاغو لعرضها الكبير الذي أقيم هناك، أقول شهد عودة الممثلين وقد عادوا إلى دمشق وقد حملوا معهم مهنة جديدة هي مهنة طب الأسنان والواقع أن لهؤلاء قصة فنية لا بد من ذكرها. دعي أبو خليل القباني، صاحب أول مسرح دمشقي، والمستنير الذي أفنى وقته وماله وتاريخه الموسيقي في سبيل إنشاء مسرح سوري في دمشق ثم في الاسكندرية وبعض مدن مصر، ومنها القاهرة والثابت أن القباني قد سافر إلى إيطاليا بالباخرة ، في طريقه إلى أميركا ومن ثم إلى شيكاغو، لكنه أصيب بدوار البحر، الأمر الذي جعله يستنكف عن الإبحار إلى أميركا والبقاء في إيطاليا في حين أن جوقة القباني والتمثيل كانت قد مضت إلى شيكاغو، وقد حاول حفيده الدكتور صباح قباني، أن يعرف حقيقة سفره إلى شيكاغو فلم يشر أي مصدر أميركي إلى وصوله إلى هناك كما أنني عندما زرت أميركا حاولت أن أبحث عن ذكر للقباني فلم أجد. وهكذا عندما وصلت جوقة التمثيل والغناء إلى شيكاغو ولم يأت رئيس الجوقة وصاحبها وحافظ الألحان والنصوص انصرف بعض أعضاء الجوقة إلى شغل وقته بما يفيد، ومنهم من انكب على دراسة بدائية لطب الأسنان، ومنهم جد الأستاذ ياسر المالح الذي عاد طبيباً للأسنان. إن هذه الحقيقة تؤكد أن أفراد جوقة التمثيل قد عادوا من شيكاغو حاملين أول بذرة من بذور هذا العلم الجديد الذي قضى على طموح الحلاقين للعمل في تطبيب الأسنان. وإذا ما نقبنا عما فعلته الجوقة في شيكاغو، تبين لنا أن بعضهم امتهن طب الأسنان فإن الدعاية للجوقة في شيكاغو قد عرفت وأعلنت، ورأينا آثارها دون أن يتم عرض أي رواية كانت تسمى(المسرحيات) لكن عدم حضور القباني إلى شيكاغو فوت الفرصة على جمهور ومعرض شيكاغو رؤية الفن المسرحي الدمشقي الوليد. خسرنا عرض جوقة القباني في شيكاغو وكسبنا مهنة جديدة، هي مهنة طب الأسنان |
|