تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


لنعززالتفكير العلمي

عين المجتمع
الثلاثاء 29 -12-2015
لينا ديوب

لطالما نعود للعلم عند الحديث عن تطور مجتمعنا، أو كل المجتمعات، لكن ماالذي نقصده؟ العلم الذي نقصده ليس مجرد نظريات وقوانين تقنية، وشهادات عليا يحملها الكثيرون ومن جامعات مختلفة. بل نمط تفكير يعتمد على منهجية التفكير العلمي المبني على علاقة جدلية بين النظري المنطقي البرهاني، والواقعي التجريبي .

أي الذي يعتمد على الروح النقدية والنسبية والموضوعية. والذي يتحول إلى سلوك يومي في الحياة المعيشة وفي الموقف من مختلف القضايا، فتبقى العقلانية و الحقيقة الموضوعية النسبية، حاضرة، بدلا عن التفكير الخرافي، والأوهام، والمضي خلف الآراء السائدة، بسبب عدم التملك المعرفي للواقع، وصعوبة التكيف مع أحداثه ، لذا يبقى الإنسان في دوامة الانفعالات، وبالتالي يكون عاجزا عن محاكمة منطقية للمشكلة أو القضية التي يمر فها، فيفقد السيطرة على الواقع ويرتمي في التفكير الخرافي و الغيبي.‏

إن نمط التفكير العلمي حتى يصبح سلوكا يوميا، لابد من تلافي أخطاء الأسرة بالتربية، والتركيز عليها في المدرسة، ولابد من العودة إليها لتكون الحاملة لهذا التفكير، وإلا تعيد إنتاج تخلف الأسرة، والبؤس الفكري والفقر العلمي . لذلك على المدرسة الاهتمام بالثقافة العلمية بالعمل الحثيث على ربط ثقافة المجتمع بالعلم، وتدريس المواد العلمية بمنهجية الاكتشاف والمبادرة وبناء الحقيقة العلمية من طرف الطلاب، و أن تدفع هذه المواد التلميذ إلى المتعة بالعلم و التسلح بأدوات تفكيره من منطق رياضي ومنهج تجريبي وتبني النسبية و التفكير النقدي، بدل الطريقة التلقينية الميكانيكية والتي تصيبه بالملل ومنطق التقبل و الحفظ والتكرار.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية