تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أعايدك وأصافحك وأقبلك..

ثقافة
الاثنين 28-12-2015
هفاف ميهوب

سوريَّتي انزفيني، فوَ الحبّ.. لكِ حياتي وذكرياتي.. لكِ تداعيات أمسي وهمسي، وما ينمهر منهما وتسكبهُ دمعات عيني.. ضمي بوحي وكفكفي روحي، وضمِّدي نزيفَ الآهِ الذي يسري بجرحك وينزفهُ جرحي.

لكِ زمرة قلبيَّ النديّة.. تسري بكِ، فاسريْ بها. أيا الناصعة حباً ضمّخني إلى أن أزهرت ملامحي العشقية...‏

سوريَّتي اطلقيني، حرّة إلا منكِ ديني.. رشرشيني نداكِ، وازفريني هواكِ.. اعبقي أتنفَّسكِ وأغمضُ عليكِ حباً، بهِ دثّريني.‏

أعايدكِ وأصافحكِ وأتنفّسكِ.. أعايدكِ ولن أحتفي إلا بكِ، وإلى ما شاءَ قلبكِ ينزُّ الشهيد إثر الشهيد.. إلى ماشاءَ حلمكِ يصحو بنا على حلمٍ جديد.. أعايدكِ اليوم كما الأمس والغد، وبحبٍّ عانقَ قلبكِ الذي ردّ.. ردَّ الجهل عن حياتنا، والألم عن مفرداتنا.. القهر عن ذكرياتنا، والموت عن لحظاتنا..‏

أعايدكِ وأقبِّلكِ وأعاهدكِ.. أعاهدكِ بأن لا احتفال إلا وأنت المستحيل الذي أحال.. أحالَ الحقّ إلى قضية، صرختها راية سورية.. أحالَ الروح إلى وجدان، والتضحية كرامة إنسان..‏

أيا غايتي.. رتّلي مفردات عشقي لكِ، أرتِّلكِ آيتي.. اهمسيني أناديكِ.. اطلبيني ألبّيكِ.. اسأليني أجيبُ بأحرف اسمكِ إلى أن يلتفت الكون إليكِ.‏

لن أغامر، ولن أسامر، ولن أحلم ووطني أعلمْ.. لن أغامر بفرحٍ لا يشتهيكِ، ولن أسامر إلا ليل عينيكِ، ولن أحلم إلا بعيدكِ الأعظم.. عيدُ النصر يا معجزة هذا العصر..‏

سوريّتي اكتبيني، بترابكِ وعنونيني.. عنونيني بكلِّ نورك، أعنونكِ بفوحِ الدمِ الذي صارَ بخورك.. ترنّمي بي وجداً وحباً، أترنّم بكِ قصداً وأبداً.. أترنم فاسمعيني..‏

سوريّتي انظريني.. انظريني أغنيكِ الحياة والمجد.. أفردُ حنجرتي وأصدحُ بكِ إلى أن يرتدَّ الصدى وجدٌ على وجد.. سوريتي احضنيني، بكِ وادفنيني..‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية