تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أدب النصيحة...اقـــتراح مفـــرح !

آراء
الأثنين 29-6-2009م
أكرم شريم

من يتابع هذا المد والامتداد العام للاستفادة في كل مجال وميدان من القدرات الهائلة وغير المحدودة للانترنت والكمبيوتر عموماً، والتي تتجاوز الجمع والحفظ كما هو معروف،

إلى المعالجة والاستقراء ووضع النتائج والحلول، من المؤكد أنه لن يستغرب اقتراحنا المتواضع هذا، بانشاء أرشيف رقمي يشمل كل مايمكن جمعه من الطرائف والمفارقات الضاحكة، وكل ماقاله الإنسان أو عاشه من حوادث إضحاك أو ماعرفه وتداوله من النكات على اختلاف أنواعها ومشاربها، وذلك لتشكيل بنك عام للنكات والاضحاك ويكون في متناول الجميع ويأخذ ويعطي في كل مدينة أو بلدة في مختلف أنحاء العالم. الأمر الذي يجعل في متناول كل إنسان وفي أي مكان كان في هذا العالم أن يطلع ولساعات وساعات وفي كل وقت يريد على كل ماحدث وماأنتجه العالم من الحوادث والنكات الضاحكة والمضحكة كثيراً.‏

وأرجو قبل كل شيء، بل أسارع للقول قبل كل شيء، إن الغاية ليست نشر الضحك والإضحاك وحسب، وإنما نشر الفوائد الصحية الجسمية والنفسية والاجتماعية التي للضحك والإضحاك والتي نعرفها جميعاً كما يعرفها الطبيب البشري والطبيب النفسي تماماً، ولما لها أيضاً من فوائد في تفريغ الشحنات الضارة في الذهن والنفس مثل شوائب الأفكار والهموم العامة والخاصة، وإشاعة الارتياح العام بل الفرح العام عند الإنسان بحيث يعود صافياً نقياً وكمن ولدته أمه ولأوقات طويلة.‏

ولاأتوقع أن يسأل أحد كيف يمكن أن ينشأ مثل هذا المشروع الكبير، بإنشاء مرصد في الانترنت يرصد ويتلقى ويكافئ (وكمثال: النكتة الحلوة بدولار) ويوجه ويرسل الطلبات والأسئلة على ماهو طريف ونادر من الحوادث الضاحكة والمضحكة (وكل حادثة بدولار) وماذا يعني أن يدفع هذا المرصد مليون دولار، فيصير في خزائنه الالكترونية وفي كل أنحاء العالم مليون نكتة وحادثة للإضحاك ولساعات وساعات ولكل من يشاء ويريد، ولتكن الأجور رمزية، بل ورمزية جداً، لأن الانتشار الواسع المتزايد يجعل الأجور أقل، وحتى الرمزي منها يصبح ثروات طائلة !‏

وهكذا يستطيع كل إنسان، وفي أي مكان يكون قادراً على الاطلاع على كل مايسره ويسعده (وماذا يسر ويسعد أكثر من تفريغ القهقهات المتواصل) وبالتالي وهو الأهم يصبح الإنسان أكثر قدرة على التجدد متى شاء، بحيث تتجدد قدراته وهمته وطموحه ومبادراته بعد ذلك. وهذا مايؤكده الأطباء تحديداً على أنه من فوائد الضحك الكثير المتواصل.‏

ذلك أن الهم والهموم عامة مثل الماء، سهلة الحركة والركون في كل منحدر أو شق أو فراغ، والهم الفردي الذي ينتشر إلى الأحباء والأقرباء يقابله هم جماعي ينتشر إلى الجميع وكأننا قد خُلقنا في هذه الحياة لكي نعيش همومها دائماً، ولكن وبهذا الأرشيف الضاحك والمضحك سيجري إن لم نقل غسل الهموم ومسحها تماماً، سيجري التعديل لها والتوازن بينها وبين المسؤوليات (وليس الهموم) بل المسؤوليات المرغوب بها والقيام بها وبكل رضى وسرور.‏

ومهما شرحنا وذكرنا من فوائد الضحك والإضحاك ونشرها بين أيدي الجميع وفي كل مكان وزمان في هذا العالم، ومن يستطيع أن يحصي كل هذه الفوائد أصلاً، الأمر الذي يجعل النصيحة هنا أن نبدأ.. سواء بجهد فردي أو جماعي أو بشركة عالمية كبرى تحول هذا الجهاز الصغير الساحر - الكمبيوتر - إلى محيط لكل مافي هذا العالم من أسباب الضحك والإضحاك!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية