|
آراء المدير العام مرتبك، وإصبعه ملوثّة بحبر الاعتراف وأمن واستقرار خادمته أو خادمة زوجته (السير لانكية) وفي الحال حضر زوج آخر من ماركة مستشار ...قال لصديقه المدير: أنت اخترت خادمة سيرلانكية لزوجتك وأنا اخترت خادمة حبشّية... وصديق ثالث من ماركة مدير إداري فقط قال للصديقين: خادمة زوجتي تايلاندية.. ورابع من ماركة (شحاد) عند ذوي المكانات قال: خادمة زوجته أندونيسية.. الزوجات والرجال يقاسون بالخادمات، وإلاّ فلاكرامة لزوجين.. إنها الطفَّرة والتعاسة الروحية والاجتماعية: الزوجة العربية المعاصرة من أي (ماركة) أو موديل لايمكنها الاستغناء عن الخادمة، وإذا تعذَّر أمر إحضار الخادمة، فعلى الزوج أن يكون الخادمة أو مايشبهها، أو أن يدفع الأتاوى للزوجة الطفّرة ،إرضاء لتفاهتها.. يا أيها الملعون بالأشواق !؟!! عصرٌ،البطولة فيه ليست للحبِّ أو الجماليات الروحية الراقية، بل هو عصر بطولات البشاعات والسخافة.. حتى الأغاني والمغنون والمغنيات في مهبِّ الطَّفرة والتضخيم والتفخيم والترخيم الذي لايعلو على مستوى العلاقات الحبيّة العربية، التي مقَّدمها خادمة أو خادم ومؤخّرها بشع فظيع، يقضم الأخضر واليابس. كنا ذات ظهيرة غنائية نتفاءل ببعض المغنيات، اللاتي بشّرنا بالأغنية الشعبية، كـ نجوى كرم، فوجدناها الآن في مهبِّ الأغنية الهابطة المسوَِّوقة: (وموعيب الملقى بالليل)...الليل بيستر العيوب.. ويا محبوبي..أو مقلوب.. النتيجة ينبغي أن تكون باء الحب ِّالذي هو عيب بنظر الأغنية الهابطة..وإلاَّ مادعوى وجود : (الليل بيسترالعيوب)..هل (الملقى والحبّ) صارا عيبين؟! الغناء السوقي هكذا صار..وبالتسويق يمكن فعل أيِّ شيء...قيمة المرء برأسه وعقله واليوم بـ ساقه؟! الطفرة شملت جماليات الروح العربية، فشوهتها ،بدل أن تغتني بالممكنات الجديدة:المرأة الزوجة أيام الزواج العربي والحسن العربي الحبيبة الحنونة والزوجة المربيِّة والسّيدة الآن اكتفت بأنها المتستّرة بالخادمة.. والزوج (سندباد) الأعمال والنجاحات الطّفرة وتأمين الوفرة، حتى غدت حياة الإنسان قفرة..من يربِّي من؟ الخادمة تربِّي جوع الزوجة، أم الأمُّ تربِّي جوع الأطفال المولودين بالطفرة؟! كلمة حبّ تفتح مصاريع أجمل القلوب، وتؤسس بيتاً زوجياً بسيطا وقادراً على انجاب حياة كريمة وحبِّ كريم ..لكنّ الطَّفرة لاتسمح بذلك بل صار على كلِّ حبيب وحبيبة الخضوع لبرنامج تعاسات وتفاهات، يبدأ وتبدأ من الحفلة الفنية الهابطة أكثر من سعر الأشواق المحلية والمستوردة، وتمُّر بحفلات كذب وضلالات من النوع البائس أكثر من حذاء زبال.. وغالباً تنتهي العلاقات الحُبيِّبة والزواجية إلى الخادمة السيرلانكية أو الحبشية أو التايلاندية أو الأندونسية أو..أو ..الخ الأوّات ... زوجات آخر زمان وأزواج قيد التصنيع والإمكان... حتى لو كانت الزوجة خادمة في أساس نشاطها الاجتماعي ووظيفتها، فهي من حيث المظهر العام والطفرة العامة تلزمها خادمة.وإلاّ فالمجتمع يعتبرها زوجة ناقصة.. أو وجدانها المصاب بوعكة يقول لها: الزواج من غير خادمة عيب.. ،وكم عيب يحتاج المحبون، حتى يكتمل عرسهم؟! الحبُّ مثل الغناء الدارج صارمن العيوب ..وصار عاجزا ومشلولاً، ويحتاج إلى سترة وخادمة وشفاء.. كلمة حبِّ تكفي لفتح باب القلب..لكن الكلام العربي الطفران لم يعد لفتح أبواب القلوب بقدر ماهو لفتح أبواب الجيوب وملئها بالعيوب والكذبات المختلة كذبياً. حتى الكذبة من ماركة خادمة... حبٌّ من هذا النوع ندوبٌ وحروفٌ وحفرةٌ ضالّةٌ بين الدروب...البطولات ليست للقلب إلاّ في حالة (الجلطات)... البطولات للتفاهات والأكياس : أكياس المال، أكياس الزبالة، أكياس الأماني، أكياس الثياب، أكياس الحاجات...أكياس ...أكياس وجميع الأكياس سوداء لتستر العيوب مثل الأغنية الدارجة موزعة العيوب وساترتها .كأن جميع حاجات عصر الطفّرة الروحية والمادية، صارت بشاعات وتفاهات ،وتحتاج إلى سواد يغطيها ويحميها ..من يهدي للأحباب ورد قلوبهم؟! جماليات المظهر الخارجي والجسدوالروح خبرات إنسانية سارة وعالية الأداء والبهاء.. الآن الجماليات خبرات ضارة وملتبسة ..رفّة عين يطلع بعدها كرمٌ عاشقٌ وتخضرُّ أغصان ..رفة عين هذه الأيام مريضةٌ بدلع العدسات والأكياس والنظرات الكالحة؟.. كلمة السّر بين الأزواج : الخادمة ولو كانت الزوجة خادمة أو نائمة أو عالمةأو حالمة أو هائمة في فضاء الرخاء الإداري أو غيره من أنواع الرخاء المصنوعة محليّاً أو في (بلاد برّا) (بّرا أيها الحبّ والجمال..بّرا..) والخداع والكذبات جوّا ... سخاء عاطفي واعدٌ يعادل العديد من الأبّهات الضارية التي تبوأت عرش الوجد والوجدان..للعاشق كرامات.. لكنه مفقود؟! إلى متى يبقى حلم الإنسان العربي وعيشه وكيانه خاضعا لشروط الطفرة المعيشيّة والمالية والحياتية والمادية والزواجية ؟.. وبعد هذه وصلت الحال الطفرة إلى الروح والحنين والأشواق ؟!؟ من الفاقة والعوز إلى الوفرة والتخمة.. الطفرة الروحية والجمالية واللغوية والموسيقية والفنية.. والطبيّة.. ثُقب أوزون الإنسان العربي وشوّهت سماء أمانيه ووجوده .. المرأة العربية ألَّفت سماء الرجل اللامعة نجومها ونجومه، إلى أن دخلاعصر الطفرة،فضاع المؤلَّف واختبأت المؤلّفة وراء الأبهّات الخادعة.. على الله تعود بهجتنا والـ.. فراح... وتعود الكلمة التي تفتح مصراع القلوب... |
|