|
مجتمع فالعمال هم المعرضون أولاً للملوثات والمخاطر.. فما الذي يكفل لهم سبل الوقاية ويحقق لهم السلامة المهنية؟ وكيف نحقق معايير العمل الآمن ضمن بيئة العمل؟ لإلقاء المزيد من الضوء على مفهوم السلامة المهنية والأخطار والإصابات المهنية المحتملة أوضح «للثورة» المهندس الاستشاري عدنان موسى الخبير بشؤون الصحة والسلامة المهنية في نقابة المهندسين بدمشق. السلامة المهنية هي كافة الإجراءات الإدارية والنفسية والصحية التي تقوم بها إدارة المنشأة للمحافظة على سلامة العمال والمنشأة في آن معاً بحيث ينجز العمال أعمالهم المختلفة في جو سليم صحياً بعيداً عن تعرضهم لأي أذى أو إصابة مهنية. أنواع الملوثات كثيرة هي الملوثات التي يمكن أن يتعرض لها العامل في عمله والإصابات التي قد تصيب عاملاً يمارس عمله لفترة طويلة ومستمرة، ويتابع موسى مصنفاً أنواع الملوثات إلى فيزيائية وكيماوية وحيوية، وهذه الملوثات منصوص عليها في الاتفاقية العربية رقم 13 لعام 1981 بخصوص بيئة العمل المتعلقة بالملوثات الفيزيائية وتشمل الضجيج والاهتزاز - الحرارة - الضوء - الرطوبة الإشعاعات بأنواعها. والملوثات الحيوية وتشمل الجراثيم والفطريات والطفيليات، ويتعرض لها العاملون في المشافي والحقول الزراعية. والملوثات الكيماوية ومنها الدخان والغبار والمواد الكيماوية الصلبة والسائلة والغازية ويتعرض لها العاملون في المطابع والمخابر ومصانع الأدوية وحقول النفط.. كذلك دور التعليم بكل مراحلها. وكل بيئة يوجد بها ملوثات تختلف عن البيئة الأخرى حسب طبيعة العمل الذي تقوم به والإنتاج الذي تنتجه. الإصابات المهنية ويشير موسى إلى أن تعرض العامل لملوث ما ولفترة من السنين فإنه قد يصاب بمرض مهني دائم كالصمم أو السرطان أو قد يصاب بحادث أثناء أداء عمله كبتر أحد الأطراف نتيجة التماس مع الآلة أو إصابة تنفسية رئوية، كالربو والربو التحسسي نتيجة استنشاق المواد الحمضية والكيماوية الحادة كما يحدث للعمال في المطابع والمخابر في المشافي نتيجة عدم الوقاية باستخدام الكمامات، بالإضافة لمخاطر متعددة لها صلة بالاستعمال الخاطئ للآلات والأجهزة الكهربائية المتنوعة «المولدات - المضخات.. إلخ». الوقاية من الملوثات طرق الوقاية من المخاطر واحتمال التعرض للأذى المهني متعددة ولها إجراءات كثيرة يحددها المهندس موسى بما يلي: التخطيط الجيد والدراسة الشاملة لأي مشروع بما يكفل معايير السلامة والأمان - مطابقة الآلات والمعدات المستخدمة للمواصفات الفنية واختبارها قبل العمل بها - تأمين بيئة العمل الآمنة التي تراعي شروط التهوية والإضاءة الجيدة والممرات الواسعة إضافة للترتيب والنظافة - الفحوص الطبية الدورية للعمال كل ستة أشهر أو كل سنة لتحديد ما إذا كان العامل قد تعرض لملوث أو إصابة مهنية معينة وتشمل هذه الفحوص السمع والبصر والتنفس للكشف المبكر عن المرض وتحديد درجة الإصابة ومدى الإعاقة في الحواس وبالتالي إحالة من عنده عوارض مرضية إلى أعمال أقل ضرراً ولا تحتوي على ملوثات تفاقم حالته المرضية. الإرشاد الصحي الثقافة الصحية هي الدرع الواقي والكفيلة بتزويد العمال بمخزون معرفي وافر ومعلومات إرشادية تجنبهم مخاطر الإصابة التي قد يوصلهم إليها الجهل وعدم الوعي الصحي لذلك يؤكد خبير الصحة والسلامة المهنية على ضرورة التوعية عن طريق الندوات والمحاضرات الثقافية إضافة لوضع ملصقات تشرح المخاطر، وهذا يقع على عاتق إدارة الشركات المعنية بالمتابعة اليومية لبيئة العمل، إضافة إلى دور الجهات الرقابية المعنية التي يجب أن تقوم بجولات تفتيشية على كافة المعامل والشركات في القطاعين العام والخاص وبشكل دوري لرصد الواقع بكل حيثياته والتأكد من دقة تطبيق معايير وشروط السلامة والصحة المهنية. بدورنا نقول: بعد كل ما تقدم وكل ما عرفناه عن مخاطر التلوث واحتمال الإصابة المهنية إلى أي مدى تراعي مؤسساتنا ومنشآتنا الصناعية والكيماوية العامة والخاصة شروط السلامة والصحة المهنية لعامليها؟ وهل الجهات المعنية بالرقابة والتفتيش كمؤسسة التأمينات الاجتماعية ودوائر التفتيش الصناعي في مديريات الشؤون الاجتماعية بالمحافظات والمسؤولة عن المتابعة تقوم بعملها كما يجب، أم أن الاهتمام بهذا الأمر لا يزال رغم أهميته من منسياتها؟! |
|