|
دمشق وكان في استقباله عند مدخل الجامع الدكتور محمد عبد الستار السيد وزير الأوقاف ومفتي دمشق وحشد كبير من رجال الدين الاسلامي والمسيحي وحضر اللقاء غبطة البطريرك غريغوريوس الثالث لحام بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الكاثوليك والمطران اغناطيوس هزيم مطران الروم ثم استمع الحضور الى شرح مفصل عن الجامع الأموي من قبل القائمين والمشرفين عليه وعن تاريخه وعظمته ومكانته كشاهد حي على عظمة الاسلام وقيمه ونبل رسالته. بعد ذلك ألقى الدكتور عبد الستار السيد وزير الاوقاف كلمة أكد من خلالها أن دمشق كانت ولاتزال أرض الحضارات ومهد المسيحية والاسلام وأن الديانات السماوية جمعاء جاءت رحمة بالبشرحيث نردد قول السيد المسيح -المجد لله في العلا وفي الناس المسرة وعلى الأرض السلام- كما نردد قوله تعالى «ما أرسلناك إلا رحمة للعالمين» لافتاً إلى أننا في سورية نعيش حالة فريدة ونموذجاً يقتدى به في الاخاء والتعايش والمحبة وهذا ما نجده على أرض الواقع حيث نجد الكنيسة والجامع يتعانقان وهذا ليس غريباً عن مجتمعنا وقيمنا وفكرنا حيث تجمعنا المواطنة والايمان بالله. بدوره أكد فضيلة الشيخ بشير عيد الباري مفتي دمشق عظمة اللقاء في دمشق حاضرة الأمويين في ماضي الزمان وفي دمشق الأسد في العصر الحاضر وفي الجامع الأموي ملتقى أفندة المؤمنين منوهاً بأن لدمشق في عصرنا الحاضر دوراً كبيراً في رعاية الأخوة الدينية بين جميع أطياف المجتمع ودياناته مشيراً إلى أن رسالات السماء في جوهرها وحقيقتها العلوية تهدف الى تحقيق الخير للناس جميعاً وتعمل على استتباب الأمن والسلام على الأرض ونشر المحبة والألفة موضحاً أن هذا جوهر الديانتين الاسلامية والمسيحية وأضاف إذا كنا ندعو الى التعايش بين أبناء الديانات جميعاً فعلينا أن نلاحظ واقعنا الذي تمثل فيه اسرائيل أبرز قضايا عصرنا في مجال انتهاك قيم العدالة والانسانية والظلم والعدوان داعياً الى التعاون المشترك لمواجهة هذا الخطر الداهم. من جانبه أكد نيافة الكاردينال انطونيو ماريا لوكوفاريرا المبعوث الخاص لبابا الفاتيكان الى أن سورية تتميز باحتضانها للمسيحيين كما احتضنت القديس بولس داعياً الى التواصل بين الاسلام والمسيحية وأن تكون هذه السنة سنة القديس عاماً للمحبة والسلام على هذه الأرض منوهاً بأن الديانة المسيحية انطلقت من دمشق ليعم نورها العالم أجمع وأن الله اختار دمشق لتكون عاصمة لعمادة القديس بولس الرسول على يد القديس حنانيا. بدروه أكد غبطة البطريرك غريغوريوس الثالث لحام بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الكاثوليك أهمية سورية حيث كانت على الدوام ملتقى الديانات حيث تفاعل فيها المسلمون والمسيحيون العرب الذي أغنوا الحضارة العربية الاسلامية منوهاً بأن علاقة دمشق بالقديس بولس الرسول جسدت الحوار وتلاقي الثقافات والانطلاق الى العالم بأكمله. مدريد تشارك دمشق هذا وقد شاركت العاصمة الاسبانية مدريد أمس دمشق في الاحتفالات التي تشهدها سورية بمناسبة اختتام عام القديس بولس بمناسبة الالفية الثانية لميلاده وذلك بصلاة اقامها المونسنيور مانويل منتيرو القاصد الرسولي لحاضرة الفاتيكان في اسبانيا عميد السلك الدبلوماسي في اسبانيا في كاتدرائية سيدة المدينة سانتا ماريا الملكية بمشاركة عدد كبير من المطارنة والخوارنة الاسبان. وحيا المونسنيور في بداية القداس دمشق مشيرا الى ان رأس الكنيسة الكاثوليكية الاسبانية الكاردينال انطونيو ماريا روكو باريلا موجود الآن في العاصمة السورية مبعوث قداسة البابا بينديكتوس السادس عشر لتمثيله في الاحتفالات التي تقام حاليا في سورية. ووجه للمشاركين في الاحتفالات السورية التحية من مدريد الى دمشق. وتخلل القداس قراءة لفقرات من الانجيل باللغة الآرامية قدمتها الفتاة السورية اوجين مسعد من ابناء بلدة معلولا التابعة لريف دمشق. حضر الاحتفال عدد كبير من السفراء المعتمدين في اسبانيا وجمهور غفير اكتظت به كبرى كاتدرائيات العاصمة الاسبانية. من جهة اخرى قال غبطة البطريرك مار اغناطيوس الرابع هزيم بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الارثوذكس ان بولس الرسول اهتدى الى المسيحية في دمشق وتحول من مضطهد للمسيحيين الى محب وناشر للمسيحية فى ارجاء العالم. واضاف البطريرك هزيم فى كلمته فى اليوم الثاني من ثلاثية اختتام الاحتفال بعام القديس بولس الرسول في دير الرؤيا في سهل كوكب بريف دمشق مساء أمس ان هذا الدير شهد ظهور النور للقديس بولس ومنه ذهب الى دمشق حيث عمده القديس حنانيا ومن ثم انطلق ينشر المسيحية فى العالم وهكذا كانت سورية وما زالت تنشر النور والمحبة والسلام. واوضح غبطته ان ابناء سورية جميعهم ساهموا فى هذه الاحتفالية مسلمين ومسيحيين وجسدوا للعالم ما اعتادوه من نمط حياة تفاهم ومحبة وود وألفة. من جانبه قال الدكتور سعد الله آغة القلعة وزير السياحة: إن الاحتفال بعام القديس بولس فى سورية يؤكد ان سورية كانت بداية رحلة الحب والنور والسلام التى نشرها القديس بولس في العالم. واشار الى ان سورية نموذج للحوار والتفاهم بين الاديان ومنها ظهر النور لبولس الرسول مرتين ومنها انطلق ليبشر بالمحبة والسلام. واوضح وزير السياحة ان الاعلاميين الاجانب الذين حضروا بداية الاحتفالية لمسوا وشاهدوا بانفسهم انموذج سورية في الايمان وحب الوطن والتفاهم والوئام. من ناحيته اشار سماحة الدكتور احمد بدر الدين حسون المفتي العام للجمهورية الى ان الله اختار ارضنا لتنبت اجساد الرسل عليها ومن هذه الارض انطلق بولس الرسول لينشر المسيحية في العالم. واوضح سماحة المفتى ان الله اختار بلادنا لتكون ارض السلام والمحبة وهى تجسد هذه الصفات بين ابنائها وتدعو لها لتعم العالم اجمع. بدوره اكد نيافة الكاردينال انطونيو ماريا روكو فاريلا المبعوث الخاص للبابا بندكتوس السادس عشر ان سورية وكما أمنت الملجأ والنور والهدى لبولس الرسول أمنت المأوى لمختلف الاديان على مر العصور وهذا ما أكده قداسة البابا يوحنا بولس الثانى عند زيارته لدمشق عام2001حيث اشار الى ان المسلمين والمسيحيين فى سورية قابلوا المسيحيين المضطهدين بالمحبة والضيافة ومنهم تعلموا العيش بود وسلام. وكان قد أقيم بهذه المناسبة قداس إلهي ترأسه غبطة البطريرك هزيم وعاونه لفيف من الكهنة الاجلاء وقدمت جوقة الدير بعض الترانيم الدينية. حضر القداس الإلهي غبطة البطريرك غريغوريوس الثالث لحام بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الكاثوليك ورؤساء الطوائف المسيحية بدمشق وحشد كبير من المواطنين. |
|