|
الافتتاحية إلى أين نمضي، وإلى أين تمضي بنا كل هذه الاجتماعات؟! في منطقتنا ثمة ما يدورون حوله.. ثمة وهمٌ يحدوهم في ذاك الاتجاه.. وهمٌ يتخيلون فيه أن مشكلة المنطقة هي في وجود منظمة أو منظمتين للمقاومة.. وقوة أو قوتين تدعمهما.. فإن توقف ذلك انتهت الأمور إلى الاستسلام؟! في إطار ذلك يتخيلون أن إحلال الهزيمة بالتخلي عن فعل المقاومة سينهي مفهومها ويعدم مستقبلها، ويجندون من أجل ذلك دهاقنة السياسة وأدوات الحرب لديهم.. التهديد.. الوعيد.. القتال.. الحرب.. الحصار.. التجويع.. وحتى ظلم ذوي القربى وخروجهم على واجبات أخوة الدم والتراب.. فماذا يتوقعون..؟! ثم..الحوار..؟! أي حوار هذا..؟! ثمة جريمة مستمرة ليس لها مثيل في التاريخ البشري، شاهدها ما يشهده قطاع غزة يومياً وفلسطين دائماً.. وأبعد .. وأقرب.. إلى حدود الأمة.. ويدورون بالمسألة «محادثات.. مفاوضات... ولقاءات...» حتى أصبح السائد أن الإشكال أن نتصالح نحن، وليس الإشكال أننا نواجه عداءهم وظلمهم وجريمتهم.. ويمضون في سياستهم وكأن في الذهن السياسي الدولي وتبعاً له العربي.. أن الأمور ستحسم إن خرجت حركة حماس مثلاً أو حزب الله من المعركة.. فتكون الهزيمة الأخيرة للمقاومة.. لكن.. لنسأل التاريخ عن يوم حققوا فينا أكبر هزيمة في الخامس من حزيران 1967.. ماذا كانت النتيجة؟! هل هزمت المقاومة فكراً وأدوات أم ولدت..؟! هي لم تولد نتيجة الهزيمة، كانت موجودة في الإرادة وانطلقت، ولهم جميعاً أن يقدروا حجم ما أحدثته تلك المقاومة في كل العالم.. ثم إذ أخرجوا بعضها من المعركة.. هل انتهت؟! أستحضر جواباً مما أشار إليه السيد الرئيس بشار الأسد من أن أبناء الجيل الجديد شباب الأمة وأجيال المستقبل أكثر إيماناً بالمقاومة من الذين سبقوهم..؟! وأبني عليه أن الشعب الذي أوجد حماس وحزب الله وفتح والصاعقة والشعبية والقيادة العامة... ويوسف العظمة وعمر المختار وعبد القادر الجزائري وجمال عبد الناصر.. وحافظ الأسد.. وبشار الأسد..لن يستسلم ولن تنضب إمكاناته عن الولادة والتجدد والخلق.. فلماذا يسلكون الطريق الطويل؟! يريدون السلام..! ونحن نريد السلام.. هل يقدم ما يجري في غزة وفلسطين دليلاً على نيات السلام..؟! نريد جواباً واضحاً.. لا نريد دموعاً في جنازة أطفالنا.. ولدينا كل المبررات ألا نصدق أحداً بعد، لكن.. نريد أن نتفاءل.. سنتفاءل عندما تصفو نيات القوى العالمية.. فيقتربون من الحقيقة كما هي وليس كما يريدونها، أو بالأحرى كما يتخيلون امكانية أن تكون.. كل هذه المماحكات والمحادثات والمطولات والخطابات والبيانات لن تغير في الأمر شيئاً.. لا بد من مواجهة الحقيقة كما هي.. فإن كان السعي للسلام.. فهم يعرفون مستحقات السلام، هل يقبل عاقل سلاماً مع الاحتلال.. مع الحصار.. مع العدوان؟! كل ما يطيل الأمد على ما يعانيه الفلسطينيون والجولانيون وعلى احتلال الأراضي وصلافة المحتل.. هو عمل معاد للسلام ويخل بإمكانات تحقيقه ولو كان «اجتماعات مطولة تمهد لتمهيد يشكل مقدمة لتصورات حول مشروع خطة للسلام...الخ»؟! أيها المشفقون.. ماذا تفعلون..؟! |
|