|
موسكو وقال غاتيلوف خلال لقائه أمس سفير سورية في موسكو الدكتور رياض حداد بمناسبة مرور سبعين عاما على اقامة العلاقات الدبلوماسية بين روسيا وسورية: ان علاقاتنا خلال هذه العقود السبعة توطدت في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وكانت تزداد ترسخا وتوطدا على الرغم من كل الصعوبات مضيفا ان روسيا كانت تؤيد على الدوام الشعب السوري في نضاله وخاصة عندما يواجه اليوم قضايا حادة وبالدرجة الاولى تصديه للتحدي الذي يمثله الإرهاب الدولي.
من جهته اكد السفير حداد ان مناسبة مرور سبعين عاما على اقامة العلاقات الدبلوماسية بين روسيا وسورية تحتل مكانة خاصة في قلب كل مواطن سوري متوجها بالتهنئة إلى القيادة الروسية والى الشعب الروسي الصديق والشقيق والحليف طوال هذه السنوات السبعين. واوضح السفير حداد ان العلاقات السورية الروسية لم تضعف خلال هذه السنوات حتى في أحلك الظروف وأعقد المراحل بل كانت ولا تزال وستبقى نموذجا للعلاقات الثنائية الراسخة في العالم والقائمة على أسس موضوعية سليمة وتستند إلى مبادى القانون الدولي وميثاق الامم المتحدة. وتوجه السفير حداد بالشكر إلى قيادة الاتحاد الروسي التي تقف إلى جانب القضايا العادلة قائلا: ان الشعب السوري سيبقى يقدر مواقف الرئيس فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرغي لافروف ونوابه وكل مسؤول ومواطن روسي قدم الدعم كي يجنب سورية عواقب هذه المؤامرة الكبيرة. وفي مقابلة مع مراسل سانا في موسكو قال غاتيلوف: ان العلاقات بين البلدين جيدة وتاريخية عريقة وهكذا كانت دائما على مدى عشرات السنوات وستبقى على الرغم من كل الصعوبات التي تعاني منها سورية والشعب السوري ومنطقة الشرق الاوسط برمتها مشيرا إلى ان هذه العلاقات تتطور يوما بعد يوم على المستوى السياسي والاقتصادي. ولفت غاتيلوف في هذا الصدد إلى زيارة دميتري راغوزين نائب رئيس مجلس الوزراء الروسي قبل فترة وجيزة إلى دمشق حيث جرى بحث آفاق التطور اللاحق للعلاقات الثنائية في مختلف المجالات وقال اعتقد اننا على هذا الاساس سنستمر في مواصلة علاقاتنا مع شركائنا واصدقائنا في سورية. واشار غاتيلوف إلى أن الانتخابات الرئاسية جرت في سورية بشكل طبيعي ما يؤكد وجود حالة استقرار فيها وعلى وجود الشعب السوري الذي نكن له الاحترام الكبير ونعتبر أن تسلم الرئيس بشار الأسد لولاية رئاسية جديدة سيسهم في حل جميع المسائل والقضايا التي ما زالت عالقة في سورية وحولها وكل ما يخص مسألة تسوية الازمة الداخلية. وحول توسيع الاتحاد الاوروبي قائمة العقوبات المفروضة على سورية اعتبر نائب وزير الخارجية الروسي أن سياسة التأنيب من خلال اتخاذ تدابير زجرية وفرض عقوبات هي سياسة غير فعالة وهذا ما برهنت عليه مراحل التاريخ لذلك ان العقوبات في هذا المجال عقيمة ولاشك أن الدول الغربية والاتحاد الاوروبي يمكنها أن تتخذ مثل هذه القرارات التي ترغب بها ولكن ذلك لا يعني أنهم على الطريق الصحيح كما لا ينبغي العمل في العلاقات الدولية على هذا الشكل. وأضاف غاتيلوف: انه في العلاقات الدولية يجب اقامة الصلات بين الحكومات في المجالات الاقتصادية والثقافية وبهذا الشكل يمكن تحسين العلاقات بين الشعوب واضفاء الجو السليم على الوضع الدولي بشكل عام وان فرض العقوبات ليس ذلك الطريق الذي نؤيده. وبشأن تعيين مبعوث الامم المتحدة الجديد إلى سورية ستيفان دي ميستورا قال غاتيلوف: ان دي ميستورا هو رجل سياسة ذو تجربة كبيرة بما في ذلك عمله لسنوات طويلة في منظمة الامم المتحدة وكان ممثلا لها في العديد من الدول ومن ضمنها العراق وافغانستان وهي مناطق ساخنة أيضا ولديه خبرة سياسية ودبلوماسية واسعة وامتاز بمحاولات البحث لايجاد حلول لحالات نزاع معقدة. وأضاف غاتيلوف: اننا نأمل بالاستناد إلى هذا المخزون السياسي لميستورا أن يتخذ خطا متوازنا ويبحث عن حلول قابلة للحياة للازمة في سورية وأن يقيم علاقات عمل مع الحكومة السورية ومع قوى المعارضة أيضا وجميع اللاعبين الرئيسيين بما فيهم روسيا الاتحادية. وتابع غاتيلوف: أما ما يخص روسيا بهذا الصدد فاننا أعلنا عن استعدادنا وأعربنا عن رغبتنا بالاتصال بهم وبمواصلة البحث عن ايجاد السبل لاستئناف الحوار بين الحكومة السورية والمعارضة ونحن على أمل في أن يقوم اللاعبون الخارجيون الآخرون بمثل هذه الخطوات. من جهة ثانية ندد مندوب روسيا الدائم لدى الامم المتحدة فيتالي تشوركين بالاعتداء الإرهابي لما يسمى تنظيم دولة العراق والشام التابع لتنظيم القاعدة على حقل الشاعر للغاز في حمص. ونقل موقع روسيا اليوم عن تشوركين قوله خلال المناقشات في مجلس الامن حول الشرق الاوسط أمس بأن هذه الحادثة تؤكد مجددا ضرورة اقرار مشروع بيان رئيس مجلس الامن المقدم من قبل روسيا حول عدم جواز تجارة النفط مع المنظمات الإرهابية في سورية والعراق والذي يؤكد مبدأ سيادة الدول على الموارد الطبيعية الموجودة على أراضيها. وأعرب تشوركين عن قلق بلاده الجدي من زيادة نشاط المتطرفين في سورية وفي المنطقة بشكل عام والتي تتحول إلى مركز رئيسي للنشاط الإرهابي. من جهة أخرى أعرب المندوب الروسي عن غضب بلاده من التهديدات الوقحة للإرهابيين الموجهة إلى مراقبي الامم المتحدة في الجولان داعيا كل من يسلح أو يمول أو يدرب المسلحين إلى كبح عناصره وافهامهم بما لا يترك مجالا للشك أن تهديد العملية الدولية يمثل بحد ذاته تحديا وقحا للمجتمع الدولي. |
|