|
الإثنين 22-6-2009م هل هو أول موقف إسرائيلي يرفضه العرب «كل العرب»..؟! ماذا كانت النتيجة؟! دائماً كان هناك ثلاثة اتجاهات: -اتجاه الذين تكفيهم بغدادهم«ألا يتركون لي بغداد.. بغداد تكفيني» تجديداً لاستسلام المستعصم بالله الذي جاء بنهايته ونهاية الدولة العباسية. -اتجاه الذين ينتظرون السحر من غيرهم.. من الموقف الدولي تحديداً.. واشنطن بصورة رئيسية.. لا بأس .. لكن... ماذا لو مارست الولايات المتحدة سياسة النَفَس الطويل.. الطويل..؟! هل هذا جديد في سياستها.؟! هل ثمة بوادر على ذلك..؟! لنتفاءل.. -ثم اتجاه الرفض والمقاومة.. رفض الاحتلال ومقاومة سياسته.. وفي الأجواء اليوم ما يشعر بانحسار طيف المقاومة.. لكن... لاينحسر دورها.. فهي ليست خياراً نرفضه أو نختاره إنها مصداقية منطق التاريخ. لو عرف نتنياهو وغيره من قادة «إسرائيل»أن الرفض العربي قد يتحول إلى مواقف فعلية ومقاومة ربما لما استهان بنا إلى هذا الحد.. لإسرائيل أوراق واتصالات مفتوحة تستطيع من خلالها دراسة رد الفعل العربي.. ولا أعتقدهم لايحسبون حساب المغامرة. ما يحسبون حسابه في الاستعراض الراهن الذي قدمه نتنياهو هو رد الفعل الأميركي فقط!.. لكن.. هذا الموقف الأميركي المنتظر.. متأثر بهذا القدر أو ذاك برد الفعل العربي.. قد لا يستجيب ميكانيكياً له.. لكن يقيناً لن يهمله... مصالح أميركا مع العرب أكبر بعشرات المرات من مصالحها مع إسرائيل .. وثمة أيد في أميركا بدأت تتحسس الرؤوس تحت عنوان: «كم سنقدم خدمة لإسرائيل..؟!» لا نقول: فلنعوّل على ذلك.. لكن أقول: إن إظهار موقف عربي حقيقي جدي وشجاع في وجه ما أظهرته إسرائيل من استهتار بكل عروض السلام واستحقاقاته.. له أثره الكبير على الموقف الأميركي.. ولنسأل منطقياً: لماذا ستتحمس أميركا لنصرة الحق العربي في وجه إسرائيل إن كان العرب أنفسهم بلا موقف أو على الأقل يظهرون كل هذا البرود في موقفهم..؟! من الجهل تجاهل أوراق الضغط العربي على السياسة الإسرائيلية.. بدءاً من العودة للمقاطعة الكاملة وانتهاء بالمقاومة.. وإذا كانت الصكوك الشفهية أو المدونة التي وقعها بعض العرب مع العدو الصهيوني تنبذ المقاطعة، نسأل: هل التزمت إسرائيل من جانبها بتلك النصوص والاتفاقات؟! هل التزمت بالقرارات الدولية وهي في الأصل مرجعية كل ما تم الاتفاق عليه؟! ليس حماسةً شديدةً غير موضوعية الدعوة اليوم للتضامن العربي وعبره لاستخدام أوراق الضغط العربية. لا يعني ذلك بالضرورة الذهاب إلى الحرب بل ربما تكون بوابة الذهاب إلى السلام.. ولو أن العرب منذ مدريد وقبله سعوا إلى السلام عبر التضامن العربي والتنسيق والمشاورة لكان السلام الشامل قد قام اليوم. طبعاً أنا لا أعني بذلك أن العرب هم الذين أضاعوا فرصة السلام الشامل بعدم تضامنهم .. بل أؤكد أن إسرائيل هي عدوة السلام... لكن الموقف العربي ساعدها على تعميم سياسة العداء للسلام.. لأنها لم تجد من يردعها كلما أعلنت عن نواياها العدوانية. ليس من مصلحة العرب التخلي عن أي ورقة من أوراق الضغط على العدو.. وهي موجودة وواضحة ويمكن برمجتها في سعي حقيقي للسلام.. العروض السلمية العربية تفتقد دائماً الشرط الجزائي, فتصبح حبراً على ورق.. ألم يقل شارون إن مبادرة السلام العربية لا تساوي الحبر الذي كتبت به..؟! ماذا قلنا نحن..؟! a-abboud@scs-net.org |
|