|
سانا - الثورة والمعارضة الوطنية من منطلق الحرص على وقف نزيف الدم والسير في طريق الحل السياسي القائم على وقف العنف واعتماد الحوار وكشف جرائم المجموعات الارهابية المسلحة والداعمين لها. ومع بدء تنفيذ خطة انان المدعومة من قبل مجلس الامن وجدت الاطراف المعادية لسورية نفسها في مواجهة المجتمع الدولي بعدان زاودت على السوريين بالقول ان انقسام مجلس الامن هو السبب الرئيسي في اطالة أمد الازمة ليتضح اليوم ان ذلك لم يكن سوى خدعة كبرى مارستها تلك الاطراف للظهور بمظهر الحريص على مصالح الشعب السوري في حين تؤكد الوقائع انها كانت تدعم بالسر والعلن ما ترتكبه المجموعات الارهابية المسلحة من اعمال قتل وخطف وترويع بحق السوريين. ولم تكد اقدام طليعة المراقبين الدوليين المؤلفة من ستة مراقبين تطأ الارض السورية حتى انبرى شيخ النفط القطري حمد بنخليفة للتنبؤ بفشل مهمتهم والتقليل من فرص نجاح الخطة لتقف عند حدود ثلاثة بالمئة دون تفسير لهذه النسبة التي تعبر عن اماني هذا الشيخ فقط الذي كان ومازال الممول الرئيسي للخراب الذي تمارسه القاعدة واذرعها الارهابية في سورية. ومن بوابة الحرص على تامين مناخ سياسي يساعد المراقبين على القيام بعملهم بحيادية ونزاهة بادرت روسيا على لسان رئيس دبلوماسيتها سيرغي لافروف لتنبيه المجتمع الدولي لخطورة الموقف القطري الذي يعطل امكانية تحقيق المصالحة بالقول هناك دول تتمنى فشل أنان وهؤلاء اعلنوا ذلك حتى قبل اعلان الخطة ولدينامعلومات تفيد بأن الذين تنبؤوا بفشل خطة انان يعملون مابوسعهم من اجل تحقيق هذا التنبؤ من خلال توريد اسلحة إلى المعارضة . ويرى مراقبون ان الموقف القطري يعكس في صلبه مواقف الجبهةالمعادية لسورية متمثلة بالولايات المتحدة ومن يدور في فلكهامن الدول الغربية وحكومة حزب العدالة والتنمية في تركياومشيخات النفط اذ انهم نظروا الى خطة انان منذ البداية على انها فرصة لالتقاط الانفاس واستيعاب الفشل الذي منيوا به قبل الانقضاض مجدداً على سورية ولكن دخول الخطة مرحلة التطبيق ترك هذه الجبهة في حالة تخبط سياسي فمن جهة عليها الترحيب بهالكونها مدعومة بقرار وبيانين من مجلس الامن وبالمقابل فان هذه الجبهة تخشى نجاح الخطة الذي سيشكل تكراراً للفشل وخاصة ان سورية بمساعدة اصدقائها في روسيا والصين استطاعت فرض رؤيتهاللحل والقائمة على حفظ السيادة السورية واعتماد الحوار ورفض التدخل الخارجي بكل اشكاله والمحافظة على امنها واستقرارها. وفي الوقت الذي اضطر فيه اعداء سورية للقبول بخطة انان نظرا لعجزهم عن احداث أي تغيير سياسي او عسكري ميداني خاصة بعدالضربات الموجعة التي تلقتها المجموعات الارهابية المسلحةواصلوا مسيرتهم في التهويل على الشعب السوري بامكانية تدخل حلف الناتو واتخذت حكومة رجب طيب اردوغان رأس الحربة في هذا السياق حيث تزامن الاعلان عن دخول تنفيذ خطة انان حيز التنفيذ معتلويح حكومة اردوغان بامكانية الطلب الى الناتو القيام بمسؤولياته للدفاع عن تركيا في وجه سورية في محاولةلاخافة الشعب السوري بأن حدوده الشمالية ليست مع تركيا وحدهابل مع حلف الناتو بكامله. بالمقابل قامت وسائل الاعلام الشريكة في سفك الدم السوري بتفخيخ مهمة المراقبين واحاطة عملهم بكم كبير من الافتراءات والاخبار المفبركة تدعي فيها ارتفاع اعداء القتلى بين المدنيين وتتهم الجيش العربي السوري زورا بخرق خطة انان وتغطي على جرائم المجموعات الارهابية كما عمدت للترويج لفرضية أخرى حرصت من خلالها على قلب الحقائق وايهام العالم بان تنفيذ خطة انان سيشكل فرصة للمعارضة الخارجية لحشد مظاهرات مليونية في المدن السورية تغير المعادلة بعد ان فشلت هذه المعارضة المتآمرة عبرعام كامل في اخراج أي تجمع سلمي يتجاوز عدة مئات اثبتت اعترافات بعضهم انهم كانوا يتلقون المال مقابل ذلك لتبقى محصلةالخطاب التحريضي لمعارضة الخارج هي افساح المجال امام المجموعات الارهابية المسلحة لمواصلة جرائمها بحق الشعب السوري. من جهة أخرى لم يستطع المتآمرون على سورية اخفاء خيبة املهم من اعتماد مجلس الامن قرارا يلبي دعوات امين عام الجامعةالعربية كما ابتعد القرار تماما عن أي تهديد او تلويح بعقوبةواكتفى بتوجيه التمنيات للحكومة السورية لتسهيل المهمة واقر بما لايدع مجالا للشك بسيادتها وانه لايمكن لاحد ان يتجاوز هذه السيادة كما اعترف بان سورية تواجه عنفا واعمالا قتالية تقوم بها جماعات مسلحة تنتهك حقوق الانسان0ويري المحلل السياسي اللبناني امين حطيط في مقال صحفي ان قرارمجلس الامن اسقط كل مفاعيل مؤتمر اعداء سورية في اسطنبول وقبله في تونس وقدم اعترافا صريحا باطياف المعارضة الوطنية في الداخل التي حاول المشاركون في المؤتمر تجاهلها وتغييب صوتهاالوطني الرافض للتدخل الخارجي منهيا بذلك جولة من العدوان على سورية انتهت باصحابها الى خسارة ميدانية عسكرية في الداخل وخسارة سياسية تمثلت بسقوط شماعة التظاهر السلمي ما اضطرهم للسعي لافشال مهمة أنان ونعيها والاستفادة منها لكسب الوقت فقط واللجوء لتصعيد اعمال العنف والارهاب وارتكاب الجرائم والاغتيالات لاستنزاف الدولة واشغالها وحشد الطاقات العسكريةعبر تهريب السلاح والذخيرة الى الداخل السوري بغية استدراج قوى الامن السوري للرد حتى تتهم بانها خرقت الخطة وتحمل المسؤولية ويكون في ذلك مبرر للعودة الى مجلس الامن0وليس غريبا ان يتقاطع موقف شيوخ النفط واسيادهم واصرارهم على اسقاط الدولة السورية مع الموقف العام في الكيان الصهيوني الذي عرضه الصحفي اهود عيلام في صحيفة معاريف امس بالقول ان انهيار النظام السوري ينضوي على فضائل هامة لاسرائيل على رأسها انهيار محتمل للحلف بين سورية وايران الذي يعرض اسرائيل للخطر كما سيفقد حزب الله سندا هاما جدا 0وفي المحصلة فان حرص سورية ومن ورائها اصدقاء الشعب السوري في روسيا والصين على انجاح مهمة انان وتقديم كل ما من شأنها لمساعدة في ذلك وبالمقابل حرص اعداء سورية على افشالها يقدم تفسيرا منطقيا لحقيقة العدوان الذي تتعرض له سورية ويسقط ورقةالتوت الاخيرة عن عورات مدعي الحرص على الدم السوري في واشنطن وباريس ولندن ومجلس اسطنبول والجامعة العربية ومشيخات النفط الذين راهنوا على رفض سورية للخطة الدولية كما فعلوا سابقا مع الخطة العربية التي القوا بتقرير بعثة مراقبيها في سلةالمهملات بعد ان وجه لهم صفعة بتقديمه الحقائق عما يجري في سورية من جرائم قتل وتخريب ترتكبها المجموعات الارهابيةالمسلحة. |
|