|
ثقافة على أطياف عينيك الحيارى أنا والشوق والنجوى سهارى نرود بحارها عشقا ..وأحلى معاني العشق أن ترد البحارا أصدر الشاعر محمد ابراهيم حمدان مجموعته الشعرية الجديدة (أحبك أولا وأخيرا ) وفي هذه المجموعة يشرع الشاعر حمدان للعواطف للإبحار بين جذوة الاشواق وتسابيح الغزل منطلقا من أن المشاعر الإنسانية هي الأبقى والأرقى دائما . وفي حوار تملؤه الأحاسيس دار مع الشاعر حمدان يقول : تمثل التجربة الشعرية لأي شاعر مدار حياة متجدد في عطائه وفي موضوعاته وفي آلية التعامل معها , فأنا أكتب الشعر بأنماطه المعروفة من الشعر الخليلي إلى شعر التفعيلة إلى شعر الحداثة لأني أرى أن واحة الشعر لا تستقيم جمالياتها بلون واحد أو نكهة واحدة فالشعر بستان يكتسب مزيدا من الجمال بغنى موضوعاته وتنوع أزهاره وعبيره الذي يشكل أركان متكاملة وأبعاد متناغمة لعالم الشعر العام وبهذا التنوع استطعت أن أستوعب موضوعات كتاباتي الشعرية معتمدا على روح الشعر ومنهج التجديد ودينامية الصياغة المعبرة عن المعطيات المتجددة في عالم الروح والجسد والحياة معا . الغزل هو وطن والمحبة هي وطن والإنسان الشاعر جزء من مكونات هذا الوطن فلا يمكن أن ينعزل الانسان أو يعزل نفسه أو يتقوقع في اطار واحد لأن عالم الشعر يستوعب جميع الأشكال والألوان والأحاسيس وبناء على ذلك فإن لكل مجموعة شعرية خصائص تعبيرية عن واقع معاش أو متخيل أو قيد الأمنية التي يجب أن تكون وفق منظورالشعر الجديد للعالم الجميل وللإنسان الأجمل في هذا العالم ,فالواجدان قضية شعرية قبل كل شيء والشعر قضية وجدانية والغزل ليس بالضرورة أنثوي الهوية و التوجهات إنه إشارة إلى الكل الذي يتكون منه عالم الغزل بأبعاده الروحية والمادية والمعنوية . لم أبحر إلا في محيط الشعر الذي يشكل بدوي الجبل أحد روافده المتألقة كما يشكل نزار قباني أحد روافده العاشقة وكما يشكل الشعراء القدماء والمحدثين روافد مشرقة في هذا البحر الواسع الذي تضرب أمواجه غمار الشوطىء ولكنها لاتتبدد أبدا بل تعود إلى الحياة من جديد برغم السكوت العابر أو العاصفة الهوجاء . تشكل دمشق عالما ثقافيا رحبا ولكن الثقافة ليست رهنا بالزمان أو المكان إنها هوية الإنسان العاشق للثقافة والقادر على ادراك إيقعات خطاها في جميع الأماكن والاتجاهات فاللمدينة خصائصها وأفاقها الواسعة ولكن للريف أيضا عالمه الجمالي الخصب وايحاءاته التي تغني التجارب وتسطع على ليل المدينة العابق بالضوضاء والصخب . أحبك أولا وأخيرا تشكل هذه المجموعة حالة نوعية وتختزل تجربة إنسانية تشكل المرأة محورها وجوهرها المتألق وأعبر بها ومن خلالها عن موقف وفي لزوجة وقفت إلى جانبي في مسيرتي الشعرية وهذا واضح من خلال الإهداء الخاص إلى رفيقة العمر الأنثى بروحها وريحانها وعبيرها وعطائها المتجدد على امتداد الزمان والمكان فهي التي صنعت الإنسان وهي لا تزال تصنع الإنسان . فالحب ليس وهما من أوهام الشعراء إنه الحقيقة الوحيدة في وجودنا وإن أضعناها في زحام المشكلات والمعاناة وأخرجناها خارج دائرة التداول وخارج مفردات قواميسنا الحياتية التي تملؤها المنغصات والمتاعب والمشاكسات البريئة وغير البرئية ولأن الحب هو حقيقة جوهرية فإني أرى أن من يفتقد هذا العنصر في حياته يفتقد الحياة بأجمل معانيها وأرى تجلياتها (أن الله محبة والإنسان محبة ومتى خرجنا على هذا الجوهر نكون قد خرجنا على هوية الإنسان الأجمل في وجودنا على امتداد الحياة). |
|