|
البقعة الساخنة وبدلاً من أن تستجيب للدعوات المتعددة لعقد مؤتمر دولي يعرف الارهاب ويضع آليات واضحة لمكافحته ولاجتثاث جذوره والقضاء على ظاهرته الخطيرة على مستقبل الأمن والسلام, أشعلت حروباً هنا وهناك وخاضت تجارب عبثية, ونفذت انقلاباً خطيراً وغير مسبوق على النظام الدولي قوضت من خلاله القانون الدولي ونحّت الأمم المتحدة جانباً. يستعيد الشعب الأميركي هذه الذكرى وهو يدرك أن إدارته لم تفشل فقط في تحقيق كل الأهداف والشعارات التي رفعتها بعد وقوع الهجمات, وإنما يتحسس حجم الاخفاق الذي أساء بدوره إلى صورة بلادهم وجعلها والعالم أقل أمناً وليس كما كذبت وادعت إدارة بوش بأن العالم بات أكثر أمناً. ذكرى 11 أيلول اليوم هي في ذمة التاريخ حدث مهم ومفصلي يستحق الدرس لاستخلاص العبر والدروس والاستفادة منها, وفي هذا الاتجاه يمكن فهم كل الدعوات الموجهة لواشنطن لإجراء مراجعة شاملة لسياسات ما بعد 11 أيلول, لكن ما لا يمكن فهمه هو أن تتحول الذكرى إلى بازار انتخابي ديمقراطي جمهوري يزايد فيه الحزبان على بعضهما البعض سعياً لإحداث تغيير في الشكل مقابل الإبقاء على الاستراتيجية المزعومة (مواصلة الحرب على الارهاب). في تموز العام 2004 صدرت نتائج التحقيقات في الهجمات التي انتهت إلى الاقرار بأن إدارة بوش عانت من اخفاقات في السياسة والإدارة والتصور والقدرات, وثبتت اللجنة المكلفة بالتحقيقات حقيقة فشل هذه الإدارة في مكافحة الارهاب وفي توفير أي فرصة للسلام في الشرق الأوسط, فضلاً عن نجاحها في استعداء الشعوب وتسجيل اختلاف مدمر مع الشريك الأوروبي في مجمل القضايا الدولية. وعليه.. ففي ذكرى الحادي عشر من أيلول ينبغي على الأميركيين العودة إلى نتائج التحقيقات هذه والتفكر بها, وإلى إجراء مراجعة حقيقية للسياسات الخارجية ومحاسبة إدارة بوش ومجموعة المحافظين الجدد, وفي المقدمة نائب الرئيس ديك تشيني الذي يرفض حالياً القانون الذي يلزمه بالمحافظة على الملفات المفبركة والكاذبة الخاصة بالهجمات والحرب على العراق وأفغانستان التي عمل عليها وتسببت بآثار وتداعيات كارثية أميركياً وعالمياً. |
|