|
حدث وتعليق من حيث كونها سياسة قائمة على العزل والحصار والانغلاق على الذات وصم الآذان تجاه الرأي الاخر وعدم الحوار والتفاهم معه, وقد اثبتت الوقائع اللاحقة فشل هذه السياسة وعدم جدواها بل انعكاساتها السلبية على المنطقة والعالم. لقد ذهبت الادارة الاميركية الحالية بعيدا في انحيازها السافر لاسرائيل وارضاء رغباتها الى حد اعتماد جملة من الاجراءات والسلوكيات التي زادت من توترات المنطقة واضطراباتها واشتعالها في كثير من الاحيان, وما حرب العراق وافغانستان ولبنان اضافة الى التدخل في شؤونه الداخلية ومحاولة اشعال الفتنة الطائفية بين مكوناته الا دليل اضافي على ذلك . بغض النظر عن هذه السياسات والاساليب الخاطئة في التعاطي الاميركي مع دول العالم ومنها سورية الا ان الاخيرة لم تدخر جهدا أو عملاً أو قولاً لتجنيب المنطقة المزيد من التوتر إلا وحاولت فعله معتمدة في ذلك اسلوب الحوار والدعوة الى التواصل والتفاهم في كل مناسبة ومحفل واجتماع سواء كان ثنائياً أو رباعياً أو على مستوى القمم الدولية كالقمة العربية في دمشق أو قمة الاتحاد من اجل المتوسط وغير ذلك. الآن ومن خلال تجربة السنوات الثماني التي شارفت على النهاية من حكم ادارة بوش لم يعد هناك مجال للشك في أن هذه الادارة لم ولن تغير من سياستها الكارثية شيئا والدليل على ذلك خطاب بوش الاخير واصراره على التغني بنجاحات وانتصارات وهمية لا وجود لها إلا في مخيلته المشوشة. وبناء عليه فإن سورية التي انتهجت سياسة الحوار والانفتاح على الآخرين سواء أكانوا خصوماً أم اصدقاء لحل كل المشكلات والقضايا العالقة تعرف تماماً ان الادارة الاميركية الحالية غير قادرة على مد جسور التواصل والحوار مع سورية أو غيرها, وإذا كان ثمة أمل في تحقيق الحوار والتفاهم وايجاد أرضيات وقواسم مشتركة لبحث مشاكل المنطقة وتجنبها الانزلاق الى بؤر جديدة من التوتر فإنها تنتظر الادارة الاميركية القادمة علها تكون استفادت من فشل واخفاقات سياسة بوش واعوانه. |
|