|
معاً على الطريق تقول (سارة بالين) المرشحة الجمهورية نائبة لمرشح الرئاسة (جون ماكين) في الكنيسة في ألاسكا (ولايتها)عن غزو أفغانستان والعراق إنه(مهمة من الله). وفي التاسع من أيلول (سبتمبر)الجاري: - اجتماع في العراق من أجل المقابر الجماعية من ضحايا (حكم صدام) ومعرض للصور وكأن الغاية منه تبرئة أمريكا من تدمير العراق, ولعله ضرب من ضروب الثأر للأعداد المتزايدة من الجنود الأمريكيين المنتحرين مؤخرا, وحض على التسليم بالمعاهدة الأمنية. وتتوالى الضربات على الرأس من حادث الانهيار في القاهرة الذي أضيف إلى قائمة (ضحايا العوامة) عبر عامين متتالين, واضطرابات دارفور في السودان, وأحداث الباكستان كسقوط القتلى بطائرات أمريكية, وأحداث أفغانستان وسقوط الضحايا من المدنيين وما يعانيه الأفغان من الجوع والفقر, وتسمع اتهام (الظواهري) إيران أنها (متواطئة!) مع أمريكا, ويصغر العالم ويتضاءل وترى المآسي والويلات في إفريقيا و دول أمريكا الجنوبية وتسمع بتزايد المرضى والجياع والعراة.. وترى الكون مختلاً, ويزداد اختلالاً, في جورجيا وأبخازيا, وترى شهوة أمريكا في ابتلاع الدنيا, وسخاءها اللامحدود على (إسرائيل) وطرحها (الفتات) على أوروبا, ووعودها الخلبية لدول (أوروبا) الشرقية كالجزرة والعصا وتنتظر أن يفيق المارد (الأسيوي) من سباته ويقول لأمريكا (راوح مكانك) وترى أنك لا تعرف أمامك من خلفك, يمينك من يسارك. ثم تنعطف إلى الداخل وترى تذمر المواطنين من تزامن افتتاح المدارس مع شراء (المونة) وتحمد الله أن الكتب المدرسية مجانية في الابتدائي والإعدادي, وترى الخلل في العلاقات بين المواطنين والدوائر الحكومية من رشوة ومحسوبية, والخلل بين المواطنين بعضهم مع بعض وكل يتأهب ليبتلع الآخر, وترى أن رمضان (الشهر الفضيل) لا يبدو منه سوى النهم إلى الإنفاق والمبارزة في التسوق وتعمير الموائد بالأطايب على حساب النوازع الروحية, وكأن القيامة ستقوم مع انصرامه. وأخيراً تتشاءم بمقدار (جبل راسخ) وتتفاءل بمقدار (حبة خردل) وتنعدم فيك المشاعر ولا تملك إلا أن تقول عن أي شيء وعن كل شيء, ما قاله الأب لأبنائه. anhijazi@Gmail.com |
|